جدول المحتويات
حفظ القرآن
إنّ حفظ القرآن حلم يحلم به كلّ من أنعم الله عليه بالإسلام لمعرفتنا الحقيقيّة بمعجزة هذا الكتاب وتجلياته وبركته؛ أوّلاً نقدّم احتراماً وإجلالاً لمن يضعون هذا الحلم هدفاً لتحقيقه والعمل عليه، والذين يبذلون بصمت وصبر من أجل إخراج برعم من براعم الايمان الموحدة لله في هذا الكون، وذلك لأنّنا بحاجة جادّة إلى أن نقف كمجتمع موحّد وقوي، وبدون شكّ فإنّ هذا المشروع شاقّ وصعب ويحتاج إلى الكثير من الصبر والمصابرة والإرادة القويّة في ظلّ أعباء الحياة المعاصرة. نقدّم إليكم بعض الأفكار والطرق وخطوات العمليّة المساعدة والتي تتناسب مع أعمار أطفالكم وقدراتهم على النطق والفهم والاستيعاب بتسلسل سهل، وغير مرهق، راجين منه أن يساعدكم في تحقيق الأهداف المنشودة.
طرق وخطوات في تحفيظ طفلك للقرآن الكريم
- عليك أوّلاً أن تكون قدوة: عليك كأمّ أن تحضري نفسك لأن تكوني أمّاً مثالياً وقدوة لأطفالك، وأن تلتزمي أنت بالقرب من الله واتباع أوامره، واجتناب نواهيه، والاستماع للقرآن الكريم وهو جنين في بطنك مع الاستشعار بمعانيه، ولا تنسي أن تستمرّي بالاستماع إلى القرآن في كلّ وقت ومكان، حتى يألف طفلك هذا الصوت ويصبح شيئاً محبّباً له.
- قدّمي المصحف له هدية: وذلك حتى يشعر طفلك بأنّ هذا الكتاب المقدس ملك له وحده، ويشعر بأهميته له، حتى يستطيع أن يستشعر بعظمة هذا الكتاب.
- اجعلي لختمة القرآن الكريم في منزلك احتفالاً وشعائر مقدسة: وذلك حتى يشعر بحلاوة هذا الشيء.
- عرّفي طفلك على قصص القرآن الكريم، وقصّيها له حتى يستأنس بقصصه وعبره.
- أعدّي مسابقة تنافسية بينه وبين إخوته في حفظ قصارالسورة، مع إعطائهم الجوائز والحوافز.
- اربطي آيات القرآن الكريم بكلّ ما في الكون حتى تعينيه على التفكّر والتأمّل بخلق الله جلّ وعلا، فحبه للخالق يحبّبه في حفظ قرآنه وكتابه العظيم.
- استعيني بالتكنولوجيا في تحفيظ القرآن لابنك، فهناك الكثير من الوسائل التعليميّة التي تساعد في ذلك، وتسهل عليك العمل.
- سجّلي صوته بينما يقرأ القرآن الكريم، ودعيه يستمع له.
- اكتبي كلّ أفكارك التي تحاولين فيها الوصول إلى هذا الهدف، ونظمي نفسك وطبيعة يومك، مع الاستمرار والمواظبة بتحقيق هذا الهدف، والتزمي بتنفيذ الأفكار خطوة تلو الأخرى حتى تصلي إلى مبتغاك، دون أن تحمّلي طفلك فوق طاقته.
- لا تنسي أنّ كل طفل من أطفالك سيكون عليك التعامل معه بطريقة تتانسب مع شخصيته، ومع ذلك فعليك البدء بهذا الأمر منذ الصغر حتى يكون ذلك عليه يسيراً، فالعلم في الصغر كالنقش في الحجر.
- أخيراً وسليتك وسلاحك الأقوى في ذلك الدعاء، فلا تنسي أن تدعي لأبنائك بالهداية، وأن يكونوا أئمة في العلم والأخلاق، وأن يكونوا رسلاً للإسلام يرفعون رايته ويعزّون اسمه، فإن نجحت في ذلك ايقني أنّك قد نجحت في بناء حياة رائعة لأطفالك يكون القرآن فيها سلاحاً يحميهم من أعباء هذه الدنيا وما فيها من فتن.