مُنذُ نزولِ القرآن الكريم فِي عَهدِ النبي محمّد صلى الله عليه وسلّم كانَ الصحابة يتدارسون القرآن الكريم ويحفظونهُ عَن ظهرِ قلب؛ لأنّهُ فِي زمن الرسول لم يتم جمعُ القرآن الكريم فِي كتاب، فلذلك كان الصحابة يَحفظونهُُ، فَحفظُ القرآن الكريم مِن أجملِ الأعمال وأكثرها قبولاً مِنَ الله عزّ وجل، لأنكَ تَحفظُ كلامُ الله تعالى وتدرسهُ وتفهمُ مَعاني الآيات، وَحِفظُ القرآن الكريم ليس بالأمرِ الصعب لأنّ كلام الله تعالى سَهلُ الحفظ وقريبٌ مِنَ القلب، وسَنَذكُر الطُرق التي يَجِب أن تتّبعها فِي حِفظِ القرآن الكريم.
طريقة حفظ القرآن الكريم
أعظمُ قرار يمكن أن تتّخذهُ فِي حياتك هُوَ أن تحفظَ القرآن الكريم، وَهُوَ أمرٌ يَقف على بابهِ الأبطال، وَمَن يحملُ القرآن الكريم فِي عقلهِ فَهُوَ يحمِلُ سنّةُ الله تعالى فِي الحياة الدنيا والآخرة، ويأتيهِ الله الحِكمَةَ والمَعرِفة، ويُدخِلَ النورَ على العقل. ولكي تحفظ القرآن عليك اتّباع عدّة أمور، منها:
- الإخلاصُ فِي حفظِ القرآن: النية هِيَ أساسُ الأعمالِ وَمِن غيرِ النية الصادقة مَعَ الله تعالى لا يَتِم قُبولُ الأعمال، فَحتّى يساعدكَ الله تعالى على حِفظِ القرآن اجعلهُ خالصاً لوجهِ الله تعالى ولكسبِ رضا الله عليك، وليسَ لِمُجرّد أن يقال عنكَ أنّكَ حافظٌ لِكتابِ الله، فيدخل لهدفك الرياء والسمعة، وبذلك لن تأخُذَ الأجرَ وجميع أعمالِكَ تذهبُ سُدى، فَعن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إنّما الأعمالُ بالنيّات ، وإنّما لِكُلِّ امرئٍ ما نوى، فَمَن كانت هجرتهُ إلى الله ورسوله، فهجرتهُ إلى الله ورسوله، وَمَن كانت هجرتهُ لدنيا يصيبها ، أو امرأةٍ يُنكحها ، فهجرتهُ إلى ما هاجرَ إليه ) رواه البخاري ومسلم؛ فالنيّة هي أساس أيّ عَمَل تُريد أن تفعلهُ، ويجب أن يكون هذا العمل خالصاً لوجهِ الله تعالى، والله هُوَ الذي سوفَ يُجازيك فهل هناكَ أعظمُ مِن جزاءِ الله ورضاه!!.
- تذكّر فوائد حفظ القرآن: هُناكَ فَوائِدٌ عَظيمة وكثيرة فِي حفظِ القرآن الكريم ومنها ما اكتشفها العلماء ومنها لم تزل غيرَ مَعروفة مِن خفايا الله تعالى، فَمِن أعظمِ فوائدِ حفظِ القرآن بأنّه يكونُ شفيعاً لَكَ يومَ القيامة، وَيُدخِلكَ الفِردوسَ الأعلى مَعَ الشُّهداءِ والصّالحين، وأيضاً يُنَوّر العقل والقلب والرّوح؛ فَتُصبِح عِبارة عَن إنسانٍ مَليء بالحكمة، ويجعلكَ أكثر تَقَرّباً مِنَ الله تعالى.
- التخطيط: التخطيط هُنا يَتَوَقّف عليكَ أنتَ مِن خِلالِ وضعِ استراتيجيّة مُعيّنة يَتِم مِن خلالها حفظ القرآن؛ كأن تقول كلّ شهرين سأحفظ جزءاً مِن القرآن وذلك حسب قدراتك وأوقاتِ فراغك، وحتّى تتمكّن من حفظِ القرآن يجب أن تُكَرّر الآيات التي حَفِظتها فِي صلاتك وفي وقتِ فراغك؛ فهذا يزيد من القدراتِ العَقليّة على الحفظ، وأيضاً يزيد من الإصرارِ على إكمالِ حفظِ كتاب الله.
- فهمُِ آياتِ الله: لا فائِدَة مِن حِفظِ كتابِ الله وأنتَ لا تَعرِف المَغزى والمَعنى الحقيقي مِن وراءِ الآيات، دائِماً قَبلَ أن تقومَ بِحفظِ الآيات ادرُسها وافهَم الآيات والحِكمَةُ مِن وراءِ كُلّ آية، وستَجِد طَريقَةً مُعيّنة تكتشفها بِنَفسِك لِحفظِ الآيات وتربط ما بينها، وَصِدقاً إذا كنتَ صادقاً مَعَ الله ونيّتكَ مُخلصة وكنتَ مُجتهداً على حفظِ الآيات ودراستها ومتوكّلاً على الله سيكونَ الله معك فِي كُلّ آية تحفظها.
