الدراسة الأكتواريّة هي نوع من العلوم التي تختص بالمستقبل ، وتعتمد على مبدأ تخمين المخاطر ، وذلك عن طريق استخدام الطرق ووسائل الحسابيّةوالإحصائيّة في تقدير "حجم المخاطر" في مجال الصناعات الماليّة والتأمين ، عن طريق دراسات ومباحث علميّة في هذا المجال ، يقوم بها فئة من المؤهلين علميّا وذوي الخبرة . من أشهر التطبيقات على هذه الدراسة (جداول الحياة والوفاة) المستخدمة في شركات التأمين ، بالإضافة لهذا تضم هذه الدراسة العديد من العلوم والمواضيع والتي تتمحور حول المستقبل ، منها :
الحساب والإحصاء ، والإحتمالات ، الإقتصاد ، برمجة الحاسوب والتمويل . وقد ازداد الإقبال على دراسة هذه العلوم ، وذلك بعد نشر عدة دراسات وتقارير تشير إلى أهميّة تلك الوظيفة باعتبارها "وظيفة المستقبل" ، لزيادة الطلب عليها في قطاع التأمين ، ومؤسسات الضمان الإجتماعي ، والشركات الماليّة ، وصناديق التقاعد والمعاشات ، والشركات الإستثماريّة .
وكمهنة تتعامل مع الخطر وعدم اليقين ، تعتبر مهنةً تجاريّة ، حيث يقوم "الإكتواريّون" بتوفير التقديرات والتي تتطلب الخبرة في مجال أنظمة الأمن المالي وآليّاتها ، حيث يقيِّمون بمعادلات رياضيّة إلإحتماليّة لوقوع المخاطر ، وقياس النتائج التي تطرأ في حال وقوع تلك المخاطر ، للعمل على الحد من آثارها السلبية وتقليل نسبة الخسائر الماليّة الناجمة عن تلك الأحداث أو المخاطر ، والعمل على دراسة إمكانيّة عدم وقوعها إن أمكن .
ولأنه لا يمكن تجنب العديد من المخاطر المفاجئة كـ(الوفاة) على سبيل المثال ، فمن المستحسن إتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة في حال حدوثها ، للحد من آثارها المترتبة على الشركة أو المؤسسة في حال وقوعها ، خوفاً من تأثيرها سلباً على جانبي (الميزانيّة العموميّة) ، وتتطلب مهارات عالية في التقييم ، والإلتزامات ، حتى يتم إدارة الإستثمارات على أكمل وجه والتقليل من المخاطر قدر الإمكان . ويجب ان تتوافر في الإكتواريون ، القدرة والمهارة في التحليل ، والمعرفة الإقتصاديّة ، والقدرة على التنبؤ بالسلوكيّات البشرية ، والتغييرات التي تطرأ على نظم المعلومات .
وتعد هذه المهنة من أهم المهن المطلوبة ، والمرغوب في دراستها ، ففي عام 2006م ، أصدرت مجلة "يو أس نيوز" تقريراً مفاده بأن الأكتوارية تعد ضمن نطاق احسن وأفضل 25 مهنة يتوقع رواجها في المستقبل ، ونشرت دراسة أخرى في العام 2010م بواسطة "جوب سيرش" ، حيث تشير الدراسة إلى أن المهنة رقم واحد في أميركا هي مهنة الإكتواريين ، وبنت دراستها وفق العديد من المعايير هي : (توقعات التوظيف ، الدخل ، البيئة ، متطلبات بدنيّة و إجهاد ) . وفي العام 2012م ، جاءت هذه المهنة في المتبة الثالثة من حيث الأهميّة والإقبال على السلم الوظيفي .