تركيا
تركيا دولة علمانية تفصل ما بين الدين والدولة بعد أن كانت تمثل رمزا في التاريخ الإسلامي، فقد كانت تركيا تشكل إمبرطورية إسلامية خضعت جميع الأقطار العربية لسلطتها تحت مسمى السلطان العثماني، وفي أواخر عهدها وصل إلى سدة الحكم سلاطين ضعاف، وانتشرت الفوضى والفساد في أروقة الحكم، وبدأت كثير من المقاطعات التمرد على السلطان وانفصلت عنها مكونة حكومات قطرية مستقلة.
السكان
يبلغ عدد سكان تركيا حوالي 79 مليون نسمة يتوزعون على مساحة من الأراضي التركية البالغة حوالي 2783562 كيلومتر مربع، ويتصف سكان تركيا بتعدد أصولهم العرقية، إذ يوجد بها الكثير من القوميات كما تتعدد بها الديانات، إلا أن العنصر التركي يشكل حوالي ثلثي مجموع السكان، ويأتي في المرتبة الثانية القومية الكردية، ويشكل العنصر العربي المرتبة الثالثة.
الأقليات القومية في تركيا
توجد أقليات قومية ودينية أبرزها اليهود، والأرمن، واليونان، فلقد لعبت الأقليات غير العربية دورا كبيرا في نزع الصفة الدينية عن الحكم في تركيا فتحولت تركيا إلى دولة علمانية، ومن هذه القوميات يهود الدونمة، والعلويون، ولا بد من التعرف على دور هذه القوميات في رسم تاريخ تركيا كما يلي:
يهود الدونمة
الدونمة هو مصطلح يطلق على يهود تركيا وهي كلمة تركية تعني " الهداية"، أو العودة إلى الحق، وجاءت هذه التسمية للأقلية اليهودية في تركيا بعد أن تظاهروا باعتناقهم الدين الإسلامي زمن الدولة العثمانية، وسموا أبناءهم بأسماء إسلامية، لكنهم في الحقيقة بقوا على ديانتهم اليهودية وكانوا يمارسون طقوسهم الدينية اليهودية سرا.
تستحوذ الأقلية اليهودية على نفوذ واسع في مفاصل الدولة التركية، وتحظى بدعم ورعاية السلطة الحاكمة. كان اليهود على الدوام من المناصرين والمتحمسين والداعمين لفكرة فصل الدين عن الدولة، فدعموا كمال أتاتورك في فكرة تأسيس دولة تركيا الحديثة، فسخروا نفوذهم الإعلامي والمالي لتقوية وتنمية الأحزاب غير الدينية في تركيا، كما عملوا على تأسيس المحافل الماسونية ونشطت هذه المحافل على مستوى تركيا لإضعاف الدولة العثمانية.
مما زاد من نفوذ هذه الطائفة نتائج الحرب العالمية الأولى فقد تحالفت الإمبراطورية العثمانية مع دول المحور ضد تكتل الحلفاء، بينما دعمت المؤسسات والجمعيات اليهودية دول الحلفاء، وبعد انتهاء الحرب وانهزام ألمانيا وحلفائها وإعلان تأسيس تركيا الحديثة حققت الطائفة اليهودية الكثير من المكتسبات مما زاد من نفوذها وقوتها.
العلويون
تشكل الطائفة العلوية ما نسبته 15% من مجموع سكان تركيا، إلا أن هذه الطائفة كان لها دور كبير في إضعاف الدوله العثمانية تمهيدا لقيام تركيا العلمانية، وقد تعاونت هذه الأقلية مع الأقليات الأخرى في تحقيق هذا الهدف بما فيها الأقلية اليهودية، وتعتبر الأقلية العلوية جزءا من المذهب الشيعي؛ لذلك كانت هناك الكثير من المنازعات بينهم وبين السنة، وما زال مترسخا في ذهن الشعب التركي تلك المرحلة.