في زمن العصور الوسطى والعصور المظلمة في أوروبا ولدى الغرب ظهر العديد من العلماء المسلمين إذ وصلت الحضارة الإسلامية أوجها في لك الفترة، فظهر العديد من علماء الطب والهندسة والفلسفة والرياضيات والفلك وغيرها من العلوم التي أبهروا الناس بها، ومن ضمن هؤلاء العلماء أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا، والذي يعدّ من أعلام المسلمين فقد اشتهر في علمه الكبير والاكتشافات العظيمة له في مجال الطب على وجه التحديد والفلسفة أيضاً، وقد ولد ابن سينا في بخارى المعروفة بأوزباكستان حالياً في عام 980م، وقد تم تلقيبه بالعديد من الألقاب لإنجازاته العظيمة في مجال العلوم فكان يلقب بشيخ الرئيس كما كان الغربيون بتسميته بأمير الطب ولّقب أيضاً بأبو الطب الحديث في العصور الوسطى.
وقام ابن سينا بالعديد من الإنجازات المختلفة فقد ألّف مئتي كتاب في مواضع مختلفة من الطب والفلسفة وغيرها والذي يعتبر كتاب القانون في الطب من أشهرها فظل هذا الكتاب مرجعاً في الطب لما يقارب السبعمائة عام بعد تأليفه في مختلف جامعات العالم وجامعات أوروبا، وقد اتّبع في أسلوبه نهج أبقراط والذ يعتبر أبا الطب وأعظم الأطباء في عصره في اليونان وجالينوس الإغريقي الأصل والمشهور في علم التشريح ودراساته في الطب.
وولد ابن سينا في قرية افشنا القريبة من بخارى وعندما انتقل ابن سينا إلى مدينة بخارى التحق ببلاط السلطان وكان مسؤولاً عن متابعة الأعمال المالية للسلطان، وبدأ ابن سينا تلقي العلوم في سن مبكرة جداً إذ إنّه قام بحفظ القرآن الكريم ولم يكن قد تجاوز سنّه العشر سنوات ثم بعد ذلك قام بتلقي دروس في الطب والفلسفة والأدب والفقه وعلم المنطق إذ تلقى علم الفلسفة على يد الفيلسوف أبي عبد الله النائلي الذ كان معجباً بشكل كبير جداً بابن سينا لبراعته الشديدة في علم المنطق وإجاباته التي كانت تفوق المعلمين في بعض الأحيان.
وقام ابن سينا كما كل العلماء في ذلك العصر بالترحال شغفاً للعلم والحصول على المعرفة من أهلها، فقام بالانتقال إلى خوارزم التي مكث فيها عشر سنوات ومن ثم همدان والتي توفي فيها في عام 1037م نتيجة مرض شديد أصابه فكان يشفى من هذا المرض أسبوعاً ويعود إليه أسبوعاً آخر حتى علم أنّه لا شفاء له من هذا المرض فعندها قام بالتصدق بجميع أموال وإعتاق غلمانه وتاب إلى الله توبة نصوحاً وكان يختم القرآن في كل ثلاثة أيام مرة.