عبد العزيز بن عبد السلام سلطان العلماء وهو الإمام عبد العزيز بن عبد السلام بن مهذب ولد في عام 577 هجري وتوفي في الشام أو في مصر عام 660 هجري ، أطلق عليه لقب سلطان العلماء بسبب عدم خوفه في الله لومة لائم وبسبب عدم إعلان ولايته وطاعته لأي من الملوك طاعة عمياء كأغلب العلماء ، وقد لقب بلقب أخر وهو بائع الأمراء ، وسبب اللقب هو قبول الشيخ منصب قاضي القضاة في زمن الصالح أيوب، وبعد فترة قصيرة أكتسف أن القادة الذين يعتمد عليهم الصالح أيوب لم يعتقوا بعد وبهذا فأنه لا تثبت ولايتهم عليه إلا بعد أن يحرروا ، فأوقف تصرفاتهم في الحياة من الشراء والنكاح والبيع مما يكون للأحرار من تصرف وعطل مصالحهم حتى يتحرروا .
الشيخ الإمام عبد العزيز عاش بداية في الشام ثم انتقل لمصر وعاصر دولة الأيوبيين التي أنشائها القائد صلاح الدين الأيوبي والتي كانت دولة قوية جداً لكن في نهاياتها بدأ التنافس على حكمها بين أمرائها حتى حكمت في النهاية شجرة الدر والتي كانت على يديها نهاية الحكم الأيوبي والتحول لسيطرة المماليك ، وكان الإمام عبد العزيز شجاعاً وجريئاً لا يخاف إلا من الله سبحانه وتعالى وكان يقول الحق ويأمر بالمعروف وينهى عن أي منكر سواء فعله شخص عادي من الرعية أو أمير أو حتى الحاكم بذات نفسه سواء كان أميراً أو سلطاناً و وكان ينهرهم علناً وسراً فالإمام كان لا يخاف في الله لومة لائم وهذه الصفات كانت قد زالت في ذلك الوقت وهي صفات الصحابة والتابعيين للرسول محمد صلى الله عليه وسلم .
روي عن الشيخ الإمام عبد العزيز الكثير من المواقف الشجاعة والعظيمة ولولا أن هذه المواقف قد وثقت في الكتب لربما ظن الأغلب أنها من الخيال ، أشهر مواقفه كان مع الملك الصالح إسماعيل في دمشق ففي فترة من فترات حكمه قد هادن الصالح الصليبين وأعطاهم بعض الحصون فلم يعجب العز بن عبد السلام هذا الموقف الخائن وقد كان في وقتها إمام المسجد الأموي ، صعد الإمام على المنبر وأنكر على الملك موقفه من التحالف وقطع الدعاء له في الخطبة ، فقام الملك بعزله وسجنه لكن بعد أن ثار الناس أخرجه من السجن لكنه منعه من الخطابة بعد هذا الموقف .
يملك الشيخ الإمام مكانة عظيمة وكبيرة بين علماء الأمة فقد كان حلقة وصل بين العامة من الشعب والمسؤولين وبين الحاكم والمحكوم ، كان بعد تسلم حاكم جديد أول من يبايع ثم يتبعه الوزراء والأمراء والعامة ، وقد كان أول مدافع عن مصالح الأمة في كافة أمورها وحوائجها الداخلية والخارجية .