حظي الشعر بإهتمام العرب منذ القدم ، فبدأوا بالتفنن به والعمل الجاد على انجاح الدواوين الذين قاموا بإنتاجها وتحضيرها ، فحياة الشاعر تختلف عن حياة الإنسان العادي ، فتجده مرهف الحس ، مكلل بالمشاعر الفياضة التي تبعث على الدفء ، وتشعر من حوله بالكمال والجمال ، والرفق ، والحنان ، فالشعر في حياة أصحابه كالصديق الخلوق ، الذي قام فتفنن في ذكر أفضال أصدقائه ، وبدأ بالمدح بهم في كل مكان يصل إليه ، وهكذا الشاعر ، يسرد الكلمات وعبارات التي يعشقها ، على هيئة قصائد طوال أو قصار ، كل حسب مقامه ومقاله ، ثم يقوم بتلقيح ما قام بكتابته ، وتجويده ، والحياة بذلك بالنسبة للشاعر هي عبارة عن مرحلة من مراحل الفن الراقي ، يقوم بها الشاعر بإجتذاب العناصر المختلفة ، على مر العصور ، من أجل الوصول إلى المعلومات والأفكار ، والأطياف التي مرت على باله ، وهذا هو العمل الذي يقوم به متتبعوا الشعراء ، حيث يقومون بالبحث في الشعر القديم والحديث ، ويعملون على تطوير أصوله ، وأفكاره .
وحديثنا اليوم سيدور عن أحد أبرز الشعراء في العصر الحديث ، في دولة الكويت الشقيقة ، وهو الشاعر عبد العزيز الهاجري ، وهذا الشاعر يعد من أبرز ما عرفه الشعر في هذا العهد ، حيث عمد على إثبات شعره ، من خلال مجموعة من الدواوين المتعلقة بحياة الكاتب ، وسارت في عروقه ، وبين شرايينه ، فهذا الشاعر استطاع أن يقوم على مبدأ الحياة الكريمة التي لطالما تمناها كل فرد ، فمن يقرأ أشعاره ، تهيم به الحياة ، ويبدأ بالتفاؤل ، والشعور بأن الحياة بسيطة وسهلة ، ولا صعوبة بها على الإطلاق ، وفي نفس الوقت فإن استنتاجات المحللين لبعض الأشعار التي وردت في هذا الديوان ، كانت تدل على روح عميقة استخدمها الشاعر في كلماته ، وقام بالحصول على معانيه وأفكاره من خلال مجموعة من الاحداث التي مر بها على صعيد الأوضاع التي عاشها في حياته .
أما بالحديث عن الديوان نفسه ، فإن الديوان تضمن مجموعة متنوعة من الأشعار ، كان الهدف من هذا التنوع الحصول على معاني مختلفة ، تثري المادة التي إحتواها هذا الديوان ، والعمل الجاد على اثبات مجموعة من الأفكار التي أراد أن يوصلها من خلال حديثه عنها بشكل ملفت ، وفي بعض أشعاره جاء الحديث عن الوطن وعن الشعر بحد ذاته ، وعن الصديق ، وعن الأفراد الذين منحونا ثقتهم .
بعض الأشعار الواردة في الديوان :
- عالم ذرّة.
- الجمال اليوسفي : واختار هذه الأشعار ليتغنى بجمال المرأة التي عشقها في حياته ، فلا يضاهيها أحد في الجمال ،سوى النبي يوسف الذي افتتن بجماله الكثيرين .