أين ولد ابن بطوطة

المفكرون العرب

الحضارة العربية والإسلامية من أكثر الحضارات حول العالم التي شهدت تطورات كبيرة وكثيرة جداً، وقد زخرت بالكثير من العلوم والمعارف والثقافات المختلفة، وتعتبر من أكثر حضارات العالم رقياً، وقد برز العديد من العلماء والمفكرين العرب والمسلمين عبر التاريخ، إلا أن المعرفة في هذه الحضارة لم تقتصر فقط على العلوم والمعارف الموجودة لديها، بل إنها تضمنت أيضاً العديد من الرحلات حول العالم، بحيث ظهر عدة رحاّلة ومؤرخون عرب ومسلمون أشهرهم ابن بطوطة، والذي ارتبط اسمه ارتباطاً وثيقاً بالترحال والتجوال حوال العالم والذي سنتحدث عنه في هذا المقال.

ابن بطوطة

ابن بطوطة اسمه الكامل هو محمد بن عبدالله بن محمد بن ابراهيم بن عبدالرحمن بن يوسف اللواتي الطنجي بن بطوطة بن حميد الغازي بن القريش العلي، وسمي بابن بطوطة نسبةً إلى أمه بطوطة مع أن اسمها بالأصل هو فطومة، ويرجع أصله إلى قبيلة أمازيغية تدعى "لواتة"، ولد بتاريخ 24 فبراير من عام 1304 م (أي في 17 رجب عام 703 هـ)، في عهد الدولة المرينية في المغرب وبالتحديد في مدينة طنجة التي كانت مسقط رأسه ومكان دراسته، إذ بدأ بالدراسة منذ نعومة أظافره إلى أن أصبح عمره 22 عاماً كان قد أنهى دراسته، وكان يتمتع بالكثير من الأخلاق والخصال الحميدة، كما كان سريع التأقلم مع الشعوب والتكيف معهم، والإندماج فيهم بسهولة، والاعتياد على عاداتهم ومألوفاتهم، وابن بطوطة من أهمّ الرحالة المسلمين الذين عرفوا على مر التاريخ، لذا فقد تمّ تلقيبه بأمير الرحالة المسلمين، ولم يكن ابن بطوطة رحالة فقط، بل كان مؤرخاً وقاضياً وفقيهاً مغربيّاً مشهوراً.

بدأ ابن بطوطة رحلاته عام 1325 م (أي في عام 725 هـ)، بعد أن أنهى دراسته (أي عندما كان عمره 22 عام)، بحيث خرج من طنجة ليطوف ويرتحل في بلدان العالم، إذ طاف بلاد المغرب، ومصر، والسودان، والشام، والحجاز، وتهامة، والعراق، وبلاد فارس، واليمن، وعمان، والبحرين، وتركستان، بلاد ما وراء النهر، بعض المناطق من الهند والصين الجاوة، بلاد التتار، وأواسط إفريقيا، كما كان على اتّصال بالكثير من الملوك في الدول التي كان يرتحل إليها، وكان يمدحهم وينظم الشعر، وبالمقابل كانوا هم يعطونه الهبات والهدايا التي ساعدته كثيراً أثناء تجواله.

استغرقت رحلة ابن بطوطة بين البلدان 27 سنة، إذ بدأت عام 1325 م، وانتهت عام 1352 م، بحيث قطع مسافة كبيرة جداً تتجاوز 121000 كم (أي 75000 ميل)، وهذا الرقم لم يستطع أحد من الرحالة المنفردين الوصول إليه سواه إلى أن ظهر النقل البخاري بعد عهده بـ 450 عام، الأمر الذي جعله من أهمّ الرحالة على مرّ التاريخ، وتوفي ابن بطوطة في مدينة طنجة عام 1377 م (أي في 779 هـ).