يتجه العالم إلى زيادة التخصّص في الأعمال لتحقيق احسن وأفضل النتائج و لزيادة الكفاءات التي تشغل الوظائف المتعدّدة ، و قد زاد هذا الإتّجاه و تضاعف في المائة عام الأخيرة حتى وصل إلى درجات عالية من التقسيمات الدّقيقة للتخصّصات ، و شمل هذا جميع أنواع الأعمال و الدّراسات الأكديمية و العلوم ، حيث يعتبر عصرنا عصر انتهاء المعرفة الموسوعية و بداية عصر المعارف الجزئيّة المناسبة للأعمال . و يختلف الأمر نسبياً بين تخصّص و آخر ، حيث تعتمد عدّة تخصّصات على حد أدنى من المعرفة بتخصّصات أخرى وثيقة الصّلة و لابد من أن يكون الشّخص على دراية بها لتحقيق احسن وأفضل النتائج في العمل ، و من ذلك تخصّص إدارة المستشفيات . و قد زادت الحاجة إلى ذلك التخصّص العملي بسبب اتّساع الخدمات المطلوبة من المؤسسات الصحيّة و زيادة نسبة الإجراءات المتّبعة للعمل في تلك المؤسسات ، بالإضافة إلى زيادة أعداد العاملين فيها . فضلاً عن أهميّة الخدمة التي تقدمها تلك المؤسسات للأفرد و ضرورة أن تكون على أكمل وجه من حيث الجودة و سرعة تلبية الخدمات المطلوبة في العلاج و دواء و الرعاية . و مع انخفاض مستوى المعيشة في العديد من البلدان ، و زيادة أسعار السلع و الخدمات في المقابل أصبح من الواجب أن تقوم إدارة المؤسسات الصحية و المستشفيات بالعمل على عدة أشياء : أهمها إستقدام الكوادر المتميّزة للعمل بها ، و بعد ذلك العمل على تقديم الخدمات بشكل جيد و أسعار مناسبة ، و العمل على التطوير المستمر للعاملين و إدارة التكاليف المفروضة لتحقيق ذلك التطوير و أداء الخدمات بأقل التكاليف لتحقيق الإستفادة القصوى من الموارد المتاحة و التي تصبح أقل بمرور الوقت .
و يتطلّب العمل في إدارة المستشفيات أن يكون الشخص العامل بها على درجة عالية من الإحتراف في مجال الإدارة ، من حيث المهارة في التنظيم ، و تولي المسؤولية بشجاعة و القدرة على إتّخاذ القرارات و حل المشكلات ، بالإضافة إلى معرفة قوية في المجال الطبي و القوانين المعمول بها في ذلك المجال و الإجراءات المتبعة في حالات الرعاية الصحية و الوبائيات و حالات الطوارئ للأفراد أو حالات الطوارئ العامة التي يمكن أن تعلنها الدّولة . و ليس من السهل العمل في تخصص إدارة المستشفيات بدراسة تخصص الإدراة فقط أو الطّب فقط ، بل يجب أن يكون الشخص المطلوب على درجة عالية من الخبرة العملية بالإضافة إلى الدراسة الأكاديمية لكي ينجح في المهام الجسيمة المتعلقة بالحفاظ على أرواح البشر .