إن الهندسة هي كلمة فارسية الأصل، حيث يقول صاحب معجم لسان العرب: « المُهَنْدِس: المُقَدِّرْ لمجاري المياه والقُنِي، واحتفارِها حيث تحفر، وهو مشتق من الهِنداز، وهي فارسية أصلها آو أَنْداز، فصيرت الزاي سيناً؛ لأنه ليس في شيءٍ من كلام العرب زاي بعد الدال، والاسم الهندسة. »
والهندسة بالمفهوم وتعريف ومعنى المعاصر تقسم إلى قسمين أساسيين، وهما:
إن للهندسة التطبيقية الكثير من الفروع، ومنها: الهندسة الكيميائية، والهندسة الميكانيكية، والهندسة المعمارية، والهندسة المدنية، وهندسة الشبكات، وهندسة الحاسوب، وهندسة البترول.
إن هندسة البترول، أو بالإنجليزية (Petroleum Engineering): هي إحدى أهم فروع الهندسة التطبيقية. وتسمى أيضاً بـ (هندسة النفط)، وهي من فروع الهندسة التطبيقة التي تتبع لعلم الجيولوجيا، وترتبط به، كما ترتبط أيضاً ببعض العلوم الأخرى. وتتناول هندسة البترول التطبيقات الهندسية التي تتعلق بالنفط، وطريقة البحث عنه، والتحري عن أماكن تواجده، وطريقة استخراجه وتكريره باحسن وأفضل السبل والوسائل، بالإضافة لطريقة استخراج وتصنيع المشتقات البترولية منه، وتوزيعها على المستهلكين.
وهندسة البترول هي تخصص يدرس في الكثير من الجامعات حول العالم، ويعطى في هذا التخصص درجة البكالوريوس، ودرجة الماجستير، ودرجة الدكتوراه، وتعتبر معظم الجامعات الأمريكية هي الرائدة في تطوير وتدريس هذا التخصص، حيث بدأ تدريس هذا التخصص في تلك الجامعات في بدايات القرن الماضي. وما زالت تلك الجامعات الأمريكية حتى الآن هي الأشهر والأقوى في تدريس هذا التخصص.
يدرس الطلبة في هذا التخصص مجموعة من المناهج والمقررات الدراسية المهمة التي تتناول العديد من العلوم والمواضيع المرتبطة بهذا التخصص، ومن تلك المواضيع: كيمياء الأرض، وفيزياء الأرض، وعلم طبقات الأرض، والرياضيات والمساحة، والجيولوجيا، والمكامن والحفر والإنتاج، وطرق ووسائل الاستخراج، وتكرير البترول، والمنشئات البترولية البحرية والبرية. وتجمع هذا المناهج بين الجانب النظري والتطبيقي. ففي بعض الجامعات الأمريكية يتم تدريب الطلاب الملتحقين بهذا التخصص في حقول النفط في ولاية ألاسكا، وولاية تكساس.
يعمل المتخصصون في هذا التخصص بعد تخرجهم في شركات الإنتاج البترولي، وشركات الخدمات البترولية، كما يتاح لهم أيضاً أن يعملوا في مجال إجراء الدراسات والبحوث الخاصة بالصناعة البترولية، إذا كانوا من حملة الشهادات العليا في هذا التخصص، حيث تتيح لهم العديد من الجامعات الغربية، والشركات البترولية إمكانية إجراء تلك الدراسات والبحوث.