لأهمية وفائدة الحاسوب في هذا العصر والدور العظيم الذي يلعبه على كافة المستويات والأصعدة، وفي جمبع الأماكن، فقد تداعت الحاجة إلى تطوير هذا الجهاز الذي أراح الإنسان من مهام كثيرة كان يؤديها قبل التوصل إلى اختراعه في القرن المنصرم، لهذا السبب فقد زاد الإهتمام في العلوم المهتمة بدراسة الحاسوب ومكوناته، ولعل من أبرز هذه العلوم التي تهتم بدراسته ودراسة تطبيقاته وطرق ووسائل تطويره هو ما يعرف بهندسة الحاسوب (Computer Engineering). تعد هندسة الحاسوب هندسة فرعية تتفرع من غرع الهندسة الكهربائية العامة، ويضم هذا العلم جزءاً من هندسة الإلكترونيات (Electronics Engineering) كما أنه يضم جزءاً آخر من علم الحاسوب (Computer Science).
تؤهل هندسة الحاسوب دارسها والمتعمق فيها لأن يمتلك خبرة في مجل هندسة الإلكترونيات إضافة إلى أنه يكتسب خبرة واسعة وكبيرة في مجالي البرمجيات والأجزاء الصلبة للحاسوب، ويستطيع أيضاً التطرق ووسائل إلى لغات البرمجة والتوسع فيها إن أراد ذلك، إذ إنه يمتلك المفاتيح اللازمة لذلك عن طريق دراسته لهندسة الحاسوب، كما أنه يكون مؤهلاً للتعامل مع ما يعرف بالـ (Microcontrollers) ودوائر الـ (VLSI) والحساسات (Sensors) إضافة إلى إمكانية التعامل مع الروبوتات وتصميم البرامج الملائمة لتشغيلها.
من أهم الأهداف التي تهدف إليها دراسة علم هندسة الحاسوب أن يكون المتخصص بها قادراً على فحص وتشخيص الأعطال الفنية، وقادراً على عمل تصميم الدوائر الكهربائية وربطها بالمتحكمات وتزويدها بالرنامج الملائم لتشغيلها، كما أنها تهدف إلى أن يكون مهندس الحاسوب قادراً على تحديد الأجهزة الملائمة والمناسبة للوظيفة المطلوب تأديتها، وقادراً على التعامل مع الشبكات وتحديد أعطالها وإصلاحها، وقادراً أيضاً على التعامل مع لغات البرمجة المختلفة. يمكن لمهندس الحاسوب أن يمتلك مهارات تمكنه أيضاً من أن يكون مكملاً لمهندسين آخرين في تخصصات أخرى مختلفة، كالمتخصصين في مجالات هندسة الكهرباء والإلكترونيات والإتصالات والميكاترونكس وغيرها من التخصصات ذات العلاقة.
أما من ناحية مجالات العمل، فيمكن للحاصل على شهادة البكالوريوس في هندسة الحاسوب، العمل في مجالات متعددة، فيمكنه العمل في مجال تطوير البرمجيات والبرمجة، وفي مجال المبيعات للأجزاء الصلبة المختلفة، والعمل أيضاً في مجال الشبكات التركيب وتحديد الأعطال والصيانة، وذلك عن طريق أن يدرس الدورات المختلفة في هذا المجال والتي تعمل على تقوية وتنمية مهاراته وتأهيله، إضافة إلى ذلك فيمكنه أن يعمل كمهندس صيانة في الدوائر والشركات، وأخيراً فبإمكانه العمل في مجال تطوير وتصميم مواقع الإنترنت المختلفة إجراء الصيانة اللازمة لها عند حدوث أعطال فيها، أو إجراء التحديثات اللازمة لها.