الأمن هو هبة من الله تعالى منَّ بها عى عباده لينعمو بحياة هادئة يغمرها السلام ، ولينعم المجتمع بالمحبة والصفاء والإخاء والرقي ، الأمن هو أسلوب عيش راقي علينا إتباعه جميعا فردا فردا لنكون أول مجتمع يسعى للإرتقاء ، الأمن هو الإحترام المتبادل والثقة بالغير ، والحفاظ على الأمن هو واجب وطني إتجاه كل فرد من أفراد المجتمع ليعم الإستقرار في كل أرجاء المجتمع وفي كل بيت وفي قلب كل مواطن يشعر بالفخر لإنتمائه لوطنه .
الأمن هو تطبيق تعاليم ديننا وسنة نبينا حتى نشكل مجتمع حضاري يخلو من المشاكل وعيوب والمنغصات اليومية التي قد تعترض أي شخص ، وللأمن نواحي عدة يطول شرحها وسأتحدث اليوم عن الأمان المترتب عن التحلي بآداب المرور وطريقة إعطاء الطريق حقه كما قال رسولنا الكريم ( إياكم والجلوس في الطرقات ) قالوا يا رسول الله ما لنا من مجالسنا بد نتحدث فيها ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه ) قالوا وما حقه ، قال ( غض البصر وكف الأذى ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) . صدق رسول الله حيث أن حديثه دليل واضح على التحلي بآداب الطريق والمرور منه .
وما علينا كآباء وأمهات أن نقوم بغرس هذه الصفات الحميدة في أطفالنا منذ الصغر لتنمو معهم وتترسخ في عقولهم وتبقى هي الصورة الحية في وجدانهم ، كما للمدرسة دور كبير في توعية الطلاب وإرشادهم وتثقيفهم حتى نضمن بناء جيل واعد متحلي بالأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة .
إن الطريق هو ملك للعامة وللمجتمع أكمل ولا بد من إعطاء الطريق حقه والتقيد بكثير من الآداب ومنها :
- بداية ومن الأمور التي تعتبر بالغة الأهمية وفائدة في عصرنا الحالي التقيد بتعاليم القيادة ، وعدم الإسراع والإستهتار بأرواح الناس ، والتقيد بالإشارات الضوئية ،وربط حزام الأمان ، وعدم إستخدام الزامور المبالغ فيه وإستخدامه للحالات الضرورية ، وعدم فتح المذياع أو موسيقى بصوت مرتفع فكل هذه الأمور قد تسبب الإزعاج للغير ، وتطبيقها يؤدي إلى إنتشار الأمان والحد من الكوارث والمصائب التي قد تسببها الحوادث والسرعة الزائدة ومخافة القوانين بشكل عام .
- أن يقوم المشاة أو الأطفال بلعبور من االمكان المخصص للمشاة والإلتزام بالقواعد . - مساعدة المسنين وكبار السن في قطع الشارع وإوصالهم لبر الأمان أو معاونتهم في حمل بعض مشترياتهم .
- خفض الصوت أثناء الكلام وعدم التحدث بصوت عال أو الضحك بصورة ملفتة تشد إنتباه الجميع فالصوت الهادئ هو سر من أسرار الثقة بالنفس .
- غض البصر وهو من الأمور المهمة التي تعمل على زيادة الأمان كما أنها تعمل على التحصين وعدم الوقوع في الخطيئة والرذائل .
- دعوة لكل الشباب بعدم المعاكسة في الشارع وقول بعض الكلمات وعبارات الخادشة للحياء والإلتزام بما يرضي الله ورسوله .
- إبعاد الأذى عن الناس وكفاية شرهم وتوفير سبل الراحة لهم في المتنزهات .
- إماطة الأذى عن الطريق وعدم رمي أي مهملات أو نفايات قد تؤذي الآخرين .
- الحفاظ على نظافة الطريق فهو ملك للجميع والإهتمام بهذا الأمر يدل على النظافة الشخصية أولا فيجب عدم رمي القمامة أو المهملات في الشوارع والمساعدة على إبقائها نظيفة .
- إفشاء السلام كما أوصانا رسولنا الكريم حتى تسود المحبة وتذهب الضغينة ويزول الحقد .
- عدم الشتم والتلفظ بألفاظ مسيئة للأخلاق وتؤذي مسامع الآخرين .
- عدم السخرية والإستهزاء بالآخرين .
إن قواعد وآداب المرور كثيرة ولا حصر لها وهي تنبع من قلب كل مسلم غيور على وطنه ولأن يراه دائما نحو الأمام ، وما علينا أن نعتبر الطريق هو ملكنا الشخصي لكي نحافظ عليه ونلتزم بأدابه كما نلتزم ببيوتنا.