لو تمعّنت فيما يدور حولك في كلّ مكان يقع عليه ناظرك لوجدت أنّ التكنولوجيا والتطوّر لامس كلّ ما في هذه الحياة، فالعقل البشريّ أبدع في اختراع ما ييسر عليه حياته ويجعلها أكثر راحة ورفاهية، ولم يقف فقط عند فكرة "الحاجة أمّ الاختراع"؛ فكثيرٌ من الاختراعات أصبح أساسها الرّاحة أكثر من الحاجة. في مقالنا هذا سوف نتعرّف على أحد أهمّ الاختراعات التي أحدثت منذ بدايتها نقلة نوعيّة وثوريّة جديدة في وسائل النقل البريّة، ألا وهي القطارات.
القطارات
القطارات هي إحدى وسائل النقل البريّة المتطورة، والتي اخترعها الإنسان منذ القدم لنقل البضائع والركاب، وهي مكوّنة من عدّة سلاسل تسير في مسار واحد محدّد، والذي يُعرف بخطوط السكك الحديديّة، أمّا الجسم القوي المتحرّك فيه فهو يسمّى بـ "القاطرة"، ومجموعة القاطرات تكوّن ما بعرف بـ "القطار". هناك أنواع كثيرة من القطارات؛ كالقطار العامل بالفحم، وقطار النفط، وقطار الكهرباء، وقد كان أوّل اختراع للقطار في التاريخ في عام ألف وثمانمئة وأربعة عشر ميلادية، وقد كانت قاطرة بخاريّة.
بالطبع تطوّرت صناعة القطارات بدرجة هائلة، واخترع البشر أنواع مختلفة من القطارات والتي تختلف في الطريقة التي تعتمد عليها في مدّ القاطرات بالطاقة، سواء أكان بالنفط، أو الكهرباء، وغيرها، لكنّ المخترعين استطاعوا حديثاً أن يطوّروا هذه الوسيلة تطويراً ثوريّاً، سيكون له بصمته الخاصّة في السنين القادمة، فقد استطاعوا أن يصنعوا أسرع قطار في العالم، فمن الذي اخترعه؟ وتعرف على ما هى أهمّ ميزاته؟
أسرع قطار في العالم
قطار ماغليف اليابانيّ هو القطار الأسرع في العالم، والذي يُسمّى "القطار المغناطيسيّ المعلّق، وهذا القطار يعمل بقوّة الدفع المغناطيسيّة، فلا توجد فيه أيّة محركات ميكانيكيّة، ولا يسير على القضبان الحديديّة كبقيّة القطارات الأخرى، فهي قطار يطفو في الهواء، ويعتمد على الوسائد المغناطيسيّة من خلال قدرته على توليد مجالات مغناطيسيّة تعطيه الطاقة اللازمة للحركة.
هذا القطار الأسرع عالميّاً سرعته تصل إلى خمسمئة وخمسين كيلومتراً في الساعة، وقد بدأت صناعته منذ عام ألف وتسعمئة وأربعة عشر ميلاديّة؛ حيث كان قد بدأ هذه الفكرة الفرنسي "إيميلي باشليت"، وبالطبع استمرّ تطوير هذا القطار إلى أن تمّ تسجيل براءة الاختراع بعد تجريبه في الواحد والعشرين من شهر نيسان في عام ألفين وخمسة عشر، وقد سجّل هذا القطار سرعة فائقة وصلت إلى ستمئة وثلاث كيلومترات في الساعة.
تحاول الشركة اليابانيّة للسكك الحديديّة تطويرهذا القطار ليربط بين مدينتي طوكيو وناغويا بسرعة تصل إلى خمسمئة كيلومتر في الساعة، على أن تستغرق المسافة التي يقطعها مئتين وستة وثمانين كيلومتراً في الساعة بحوالي أربعين دقيقة فقط، وذلك في عام ألفين وسبعة وعشرين حسب تعرف ما هو مُخطّط له.
حتى الآن هذا القطار هو الأسرع في العالم، وبعض الصحفات الإلكترونيّة تكتب في منتدياتها عن القطار المنتظر ليحطم الرقم القياسيّ، وهو قطار أمريكيّ الصنع، قد تصل سرعته إلى الألف ومئتي كيلومتر في الساعة ليصل بين لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو، وما يزال إلى وقتنا الحالي تحت التطوير.