الشعر
يعتبر الشعر واحداً من أكثر الفنون رواجاً واستعمالاً حتَّى على مستوى الحياة اليوميّة، فالعديد من الأبيات الشعريّة صارت أمثالاً تُحكى في المواقف المناسبة لها، يتميّز الشعر بإيقاعه الموسيقيّ الجميل، وتناسق مفرداته، وسهولتها، وجمال التشبيهات الأدبيّة فيه، فكل هذه الما هى اسباب أسهمت وبشكلٍ كبير في نموّ حبّ الشعر عند الناس على اختلاف أصنافهم ولغاتهم.
اكتسب الشعر عند العرب أهميّة أكثر من غيره، فقد نال الشعراء عناية أكثر من غيرهم فأهميّة الشعراء من أهميّة الشعر نفسه، إذ إنّ للشعر مكانة عالية عند العرب، ولعلّ الدليل الأكبر على هذا الأمر أنّ القرآن العظيم جاء متحدياً الكفار بلغته التي لا يمكن لأيّ بشر أن يأتي بمثلها، حتى لو كان احسن وأفضل شعراء عصره.
أهميّة الشعر
للشعر أهميّة كبيرة في كافّة المستويات، وفيما يلي بعض أبرز النقاط التي تبرز أهميّة الشعر بالنسبة للإنسان:
- الأبيات الشعرية تحتوي على العديد من الحكم التي تشكل خبرات من نظمها ومن قالها، حيث يعمل الشعر على تزويد الإنسان بخبرات متراكمة في العديد من مجالات الحياة، فبعض الشعراء يتمتّع بفلسفة عجيبة، ونظرة غريبة وجميلة للحياة ينبغي الاطّلاع عليها والاستفادة منها.
- يستخدم أولئك الأشخاص الرومانسيون الشعر في تقوية وتنمية علاقاتهم بمنت يحبون، وذلك لما تحتويه الأبيات الشعرية من عاطفة جياشة، وإخراج لمكنونات النفس البشرية بطريقة عجيبة.
- الشعر هو واحد من أهمّ الوسائل الإعلانيّة والدعائيّة التي كانت ولا زالت تستعمل لهذه الغاية، فالشعر –خاصة في البلدان العربيّة- من أكثر الأمور المستعملة في المناسبات والاحتفالات بكافّة أنواعها.
- يعتبر الشعر وسيلة هامّة من وسائل التعريف ومعنى بجماليات الدين، خاصة تلك الأبيات الشعريّة التي تمّ نظمها في الثناء على الله، ومدح رسوله الكريم، ووصف أحوال الصحابة، وما يحمله الدين من معانٍ راقية وإنسانيّة.
- الشعر هو وسيلة من وسائل تقوية وتنمية وزيادة العادات الإيجابية لدى العديد من الناس والأفراد، وذلك نظراً إلى كون الشعر يبيّن ويبرز العديد من مكارم الأخلاق
- التي يجب على جميع الناس التحلي بها.
العرب والشعر
لا تخفى على أحد أهمية وفائدة الشعر، وأنّه اللسان الذي يعبر عن ضمير الشاعر، وبالتالي عن ضمير الشعب الذي ينتمي إليه هذا الشاعر، وأنّه وسيلة من وسائل المقاومة والصمود في وجه أيِّ تحدٍّ، أو أي عائق يصادف الإنسان مهما كان، وأنّه الطريقة التي تُظهر ثقافة وحضارة الشعب إلى جانب باقي أنواع الفنون والآداب، إلا أنّ الذي يجب أن يُقال أنّ الشعر لا يجب أن يخرج خارج الإطار الذي خلق له، ويدّعى أنّه يفعل ما لا يقد عليه، فتغيير الفكر مثلاً يحتاج إلى إقبال على المفكرين الذين يفنون حياتهم في سبيل الإلمام بتفاصيل مشكلة من المشاكل، وفي سبيل تحليل الما هى اسباب الجذريّة المسببة لهذه المشكلة.
خلاصة القول أنّ للشعر مكانته الخاصة التي لا يمكن لأي شيء آخر أن يحلّ محله فيها، وللفكر والعلم مكانتهما الخاصة أيضاً التي لا يمكن لأي شيء آخر أن يحلّ محلّهما فيها، أمّا أن نبقى نحن العرب نتحرك بعقليّة الشعر والشعراء دون أدنى اهتمام بالإجراءات الأخرى التي يجب العناية بها فهذه طامّة كبرى، لهذا يجب علينا أن نخلق التوازن بين الشعر والفكر، فالحياة لا تستقيم أبداً دون وجود أي واحدٍ منهما.