المقال هو أحد أشكال الكتابة النثرية المرتبطة بشكل قوي بالعمل في الصحافة ، فضلاً عن المقالات العلمية التي يتم نشرها في الدوريات و شبه الدوريات المتخصصة ، و لكن الأشهر و السائد عند الحديث عن المقالات هو المقال الصحفي ، و قد نال المقال الصحفي شهرة واسعة و أصبحت هناك العديد من المقالات الصحفية شديدة الأهمية وفائدة حول العالم في الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية ، و ذلك لأن تلك المقالات كانت تعبر عن أفكار كاتبيها بجرأة و بصدق ، و كانت لا صفة تحريضية تؤثر على الجماهير و القراء . و في المراحل التاريخية التي تلت ذلك ، و في الفترة التي عرفت بفترة التحرر الوطني ، كانت الصحف الوطنية حول العالم تذخر بالكتاب و المفكرين الذين يكتبون مقالات مؤثرة و محركة للرأي العام و صانعة لوعي الجماهير في كل دولة ، و من هنا اهتمت الصحف جميعها بأن تحتوي على مقالات رأي و مقالات فكرية قوية بالإضافة إلى الطابع الإخباري للصحيفة .
و لكي تتمكن من كتابة مقال صحفي قوي و مؤثر على القارئ ، عليك أن تدرك جيداً في البداية من هو القارئ المستهدف بالمقال ، و تعرف على ما هى القضية الأهم بالنسبة له حتى تتمكن من طرح الأفكار بشكل يجذب انتباهه ، و تلك أولى طرق وخطوات التأثير ونتائج على القارئ . ثانياً يجب أن تكون لغة المقال لغة سهلة و سلسة و منظمة بدقة حتى لا يشعر القارئ بملل و فتور في القراءة و لا يحدث له تشتت في الأفكار ، مع مراعاة عدد الكلمات وعبارات التي سوف يحتوي عليها المقال ، حيث أن أغلب الصحف إن لم يكن جميعها لا تتجاوز المقالات فيها عدد كلمات وعبارات معين .
كانت تلك الخطوط العريضة بالنسبة لكتابة مقال مؤثر في الصحافة ، أما بالنسبة للمقالات التي لن تنشر في الصحف و يمكن نشرها في وسائط الكترونية أو مطبوعات ورقية على شكل مطويات أو لوحات تعلق في الجامعة أو المدرسة ، أو حتى على شكل منشور يمكن توزيعه على الآخرين يداً بيد ، فإن كتابة المقال في تلك الحالة يمكن أن تصبح أكثر سهولة ، حيث يمكن أن تكتب مقالك بالشكل الأقرب إلى المتلقي ، مثل أن تكتب باللغة العامية ، أو أن ترفق صوراً أو رسوم كاريكاتورية مع المقال من أجل توضيح الفكرة ، أو أن تعلق على الأحداث بشكل أكثر حرية .