المكان .الصف الرابع الإبتدائي المدرسة الخالدية للبنين،منطقة الساعة.
الزمان: العام 1958
دخل المعلم غرفة الدرس وهو يحمل بيده ورقة وقلم قال من دون إفشاء السلام أو حتى إيمائة ترحيب : من منكم يرغب بالذهاب في سفرة مدرسية؟
ويرفع الطالبان وعد ووليد أيديهما ظناً منهما أن عبارة يرغب هي حتماً مثلما كانا يفكران به.
وهنا يسأل المعلم : أتريدان الذهاب في هذه السفرة؟
أجابا بصوت واحد: كلا
إمتعظ المعلم وقال بحدة : لماذا إذن رفعتما أيديكما؟
ولم ينبس الطالبان ببنت شفة، وساد الغرفة صمت قطعته تمتمة المعلم وهو يكلم نفسه بصوت يكاد أن يكون مسموعاً: طلبة أغبياء.
وأصبح خارج المكان وسط همس الطلاب ودهشتهم ، لقد طرق ووسائل سمعهم كلماته الأخيرة ، ربما نسي المعلم أمراً ،نسي أن الطفولة تعني البراءة وهي منبع للصدق والعفوية وإن لم يتوصلا إلى التفريق بين الرغبة وعدمها فتلك هي قلة معرفة وليس غباءاً، فالغباء لن تجد له مكاناً مع الطفولة.
(إن أحد الطالبين هو كاتب المقالة)