مشكلة سرقة الآثار وبيعها مشكلة أزليه قديمة، في كل العالم وخاصّة عالمنا العربي، ولكن هذه السرقات قد وصلت إلى ذروتها بعد اندلاع ثورات الربيع العربي، وفي كل الأقطار السارق واحد وهو دولة الكيان الصهيوني لتصنع لنفسها مجداً وتاريخاً وهمي عبر جمع الكنوز العربية من كافة الأقطار، حيث قام الكيان بإنشاء مافيات متخصصة لهذا الأمر ووزعها على أقطار الوطن العربي وخاصة سوريا ولبنان والعراق والأردن، واعترف الكيان في العديد من المحافل بامتلاكه لكميات كبيرة من الكنوز الأثرية العراقية والمصرية والسورية والأردنية.
سوريا، الأرض الخصبة بالكنوز الأثرية، والتي تتعرض للسلب والنهب منذ اندلاع الثورة هناك وتهرب إلى خارج القطر السوري عن طريق المعابر نفسها والتي تهرب السلاح للداخل، وذكرت صحيفة الإندبندنت اللندنية بأن الأسواق الأردنية والتركية تغرق بالقطع الأثرية التي نهبت من الداخل السوري، وتزدهر تجارة الآثار السورية وتسويقها في لبنان وتركيا لتصل بعدها للأردن في طريقها إلى دولة الكيان الإسرائيلي، ومن أهم تلك الكنوز عدد من اللفائف التوراتية والتي افتخر الكيان بحصوله عليها، أما لبنان فقد تم سرقة المئات من التماثيل والتحف فيها، وسيقت للكيان بشكل سري ومنظم منذ عام 1975م، لتستقر تلك الكنوز في قاعات المزاد العلني الصهيوني.
أما بالنسبة لمصر فقد ازدهرت سرقة الآثار عام 1967م، وأثناء الاحتلال الإسرائيلي لصحراء سيناء قام بتدمير العديد من الآثار والمواقع الأثرية التي لم يستطع الاستيلاء عليها، أما الآثار التي تمت سرقتها فقد شملت كنوز لعصور ما قبل التاريخ، ونقلت جميعها إلى متحف ( هارتس ) الإسرائيلي، وازدهرت هذه التجارة بعد الثورة المصرية بشكل كبير جداً.
السرقات الأثرية في العراق ابتدأت بعد الغزو الأمريكي لها، وأعلن عن خروج أكثر من عشرة آلاف قطعة وكنز أثري تم نهبها من المتاحف والمدن العراقية لتصل إلى نيويورك وبنسلفانيا تحت إشراف العصابات اليهودية وزعامتهم، ومن أهم تلك الآثار أرشيف سبي اليهود في بلاد ما بين النهرين والذي قامت المخابرات الأمريكية بتسليمه إلى إسرائيل لاحقاً، واعترفت أمريكا بإعارة إسرائيل الإرث الوطني اليهودي العراقي.
وفي الأردن كشفت مصادر رسمية بأنه قد تم سرقة لفائف ومخطوطات بالإضافة إلى العديد من القطع الأثرية الهامة عام 2011، لتصل إلى يد تاجر إسرائيلي خارج الأردن من خلال السوق السوداء، ويقدر عمر تلك المخطوطات بأكثر من 2000 عام، هذا بالإضافة إلى سرقة كهف شمالي الأردن يحوي العديد من الكنوز الأثرية والتي لا تقدر بثمن، وتنشط العصابات الصهيونية في عمليتي البحث والتنقيب عن الآثار داخل الأردن وخاصة في منطقة البحر الميت والمناطق المحيطة به.
وفي النهاية أستنتج بأن هذه العصابات الصهيونية مهما بلغ استعدادها وقوتها فلن تستطيع إتمام الأمر لولا الدعم الذي تتلقاه من خلال عملاء في داخل البلاد التي تنشط بسرقة موروثها التاريخي وقتله، متناسين هؤلاء بأن هذا الموروث يحكي تاريخهم وتاريخ أجدادهم في سبيل تحقيق أهدافهم الأنانية وهي الحصول على المال مقابل ثروة يسرقونها لا تقدر بثمن، ثروة تحكي أمجاد أجدادهم وعراقة أرضهم.