عجائب الدّنيا القديمة عددها سبع ، و قد اشتهرت تلك العجائب بسبب وجود ما تبقّى منها إلى يومنا هذا ، و تعد تلك العجائب في مجملها أبنية قام الإنسان قديما ببنائها بشكل جمالي و معجز و كانت تلك الأبنية تمثل الدليل على المدى الذي وصلت إليه الحضارات السّابقة من القوة و التقدم في مجالات الفنون و العمارة و العلوم . و قد صنف عجائب الدنيا السبع مؤلفون قدامى من القرنين الأول و الثاني قبل الميلاد ، و كانت تكتب على شكل قوائم يقوم الرحالة بكتابة الأبنية الأكثر عظمة و أبهة مما رأوا في رحلاتهم أو سمعوا عنها فقرروا التأريخ لها ، و من أشهر تلك القوائم ما كتبه العظيم هيرودت و المعماري كليماخوس ، و التي تم حفظها إلى الآن في مصر بمتحف مدينة الإسكندرية القومي .
أمّا عن عجائب الدّنيا القديمةالسبع كما ذكرها المؤلّفون القدامى و منهم هيرودت ، فيمكن ترتيبها كالآتي :
أوّلاً : الهرم الأكبر ( مصر ) . و قد أمر الملك المصري خوفو ببناؤه ليكون مقبرة يدفن فيها ، حيث آمن المصريّون القدماء بالحياة بعد الموت و اهتموا بالمقابر بشكل خاص ، و قد تم بناء الهرم الأكبر منذ ما يقارب ألفان و خمسمائة عام قبل الميلاد ، و يعد أقدم الأبنية الموجودة في القائمة ، كما أنّه ظل البناء الأطول الذي قام الإنسان ببناؤه يوماً لمدة تزيد عن أربعة آلاف عام ، و هو العجيبة الوحيدة من عجائب الدنيا القديمة التي لا تزال موجودة إلى الآن .
ثانياً : حدائق بابل المعلقة ( العراق ) . و قد بنيت في عهد الملك نبوخذ نصر ، الذي قام بجعل أسراه من الحروب يعملون ليل نهار لإتمامها ، و ذلك إرضاء لزوجته الملكة القادمة من ميديا و التي افتقدت الخضرة و الحدائق التي كانت في وطنها ، و تعرف أيضاً باسم سميراميس .
ثالثاً : هيكل أرتميس ( تركيا ) . و قد تم تكريس هذا العبد للإلهة اليونانية أرتميس ، و المعروفة عند الرومان باسم ديانا ، و قد تم الإنتهاء من بناؤه حوالي عام خمسمائة و خمسون قبل الميلاد ، و يقع في مدينة افسوس القديمة ، و قد تم تدمير المعبد مرتين و لم يتبق منه سوى بعض الأساسات .
رابعاً : تمثال زيوس ( اليونان ) . و قد تم بناء هذا التمثال تكريما لكبير الألهة اليونانية زيوس في أوليمبيا بمناسبة إقامة الألعاب الأوليمبية ، و و قد بلغ إرتفاعه أكثر من ثلاثة عشر متراً و صنع من العاج و الذهب الخالص .
خامساً : ضريح موسولوس ( تركيا ) . و يقع حالياً في مدينة بودروم ، و قد بني بين عامي ثلاثمائة و سبعون و ثلاثمائة و خمسون قبل الميلاد بأمر من الملكة أرتيميسا تخليداً لذكرى زوجها . و قد دمّر الضريح نتيجة الهزات الأرضية التي تعرضت لها المنطقة مع مرور الزمان بعد أن ظل صامداً لمدة ستة عشر قرناً .
سادساً : عملاق رودس ( اليونان ) . و قد استغرق بناؤه إثنا عشر عاماً و اكتمل تشييده في عام مائتان و اثنان و ثمانون قبل الميلاد ، و ظل في موضعه لمدة خمسة و ستون عاماً ثم دمر نتيجة لزلزال وقع في المنطقة .
سابعاً : منارة الإسكندرية القديمة ( مصر ) . و تعد تلك المنارة أكبر بناء في وقتها حيث بلغت من الطول مائة و سبعة عشر متراً ، و قد تهدّمت المنارة بفعل الزلازل بعد أن صمدت لمدّة خمسة عشر قرناً ، و قد بنى السلطان المملوكي قايتباي قلعته الشهيرة في مدينة الإسكندرية من أنقاضها و الأحجار المتبقية منها .