بلاد الشام والتي تعد القدس وأرض فلسطين منها، هي أرضٌ لها قدسيتها وتاريخها الخاص، هذا التاريخ الذي لم تضارعها فيه أية منطقة أخرى، نظراً لحجم الخصوصيّة التي يمتاز بها، فتاريخ هذه المنطقة ليس ككل التواريخ، ومن ساروا على هذه الأرض ليسوا ككل السيّارة، والأحداث التي احتضنتها هذه الأرض ليست ككل الأحداث، فإذا ما تكلمنا عن القدس، أو عن فلسطين، أو عن بلاد الشام، مباشرةً ذكرنا أنبياء الله تعالى ورسله، وعادت بنا الذاكرة التاريخيّة إلى الخليل إبراهيم الذي عاش ومات ودفن في مدينته، وإلى إسحق، وإسماعيل، ويعقوب، ويوسف، وموسى، وداوود، وسليمان، وزكريا، ويحيى، وعيسى، ومحمدـ، وهؤلاء ليسوا ككل الناس بل لهم امتياز خاص، فهم رسل الله ومِن أنبيائه الكرام البررة. من هذه الأهميّة التاريخيّة كانت أرض القدس، الأرض المقدّسة عند كل أتباع المِلل السماويّة، ومن هنا فأرض القدس تحتوي على العديد من المعالم الهامّة والتي من أبرزها على الإطلاق كنيسة القيامة.
كنيسة القيامة
تعتبر كنيسة القيامة واحدة من أهم المعالم في القدس الشريف، وفي فلسطين، وفي الوطن العربي، وفي كافّة أرجاء العالم، وهي من الأماكن المقدّسة عند المسيحيين، نظراً إلى أنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بعقيدتهم التي تعلّقت بها وبشكل كبير جداً.
تقع كنيسة القيامة في منطقة البلدة القديمة في القدس الشريف، وقد بيّنت هذه الكنيسة فوق ما تُعرف بصخرة الجلجلة – بحسب الكتاب المقدّس - فقد كانت هذه الصخرة تسمّى بالجمجمة، وهناك تفسيران لهذه التسميّة، التفسير الأول يرجع لسبب كون هذه الصخرة هي التي كانت عمليّات الإعدام تتم عليها، أمّا الثاني فهو أنّ هذه الصخرة كانت على شكل الجمجمة، وهذه الصخرة هي التي يعتقد المسيحيون أنّ المسيح – عليه السلام – قد صُلب عليها، ومن هنا فقد نالت هذه الكنيسة الحظ الأكبر من القدسية عند المسيحيين شرقاً وغرباً وفي كافة أرجاء الأرض. كما ويعتقد أنّ رُفات السيّد المسيح موجود في القبر المقدّس، والقبر المقدّس هو أحد أهم أجزاء هذه الكنيسة وأحد أهم معالمها.
سبب تسميتها يعود ووفقاً للمعتقدات المسيحيّة إلى قيامة المسيح بعد وفاته بـثلاثة أيام من موته على الصليب. بعد مجيء الإسلام، وتسلّم الخليفة عمر بن الخطاب أمور الدولة، وفُتحت القدس وانضمت إلى الحكم الإسلامي، وزارها خليفة المسلمين عمر بن الخطاب أثناء زيارته للقدس ولم ينتقد العقيدة التي بُنيت عليها هذه الكنيسة ولم ينتقد أي شيء فيها، بل على العكس تماماً فقد احترم المسيحيين وأمّنهم على أنفسهم وممتلكاتهم إيذاناً ببدء عصر جديد.