بيت لحم
مدينة بيت لحم الفلسطينيّة، مدينة فلسطينيّة تقع في الضفّة الغربيّة جنوب مدينة القدس العاصمة الأبديّة لفلسطين، وهي مدينة السياحة والثقافة فيها، وتعتبر مسقط رأس المسيح "عيسى عليه السلام"، وهي من أقدس المدن بالنسبة للمسيحية من كل بقاع الأرض، ففيها نطق الله كلمته وكان سيدنا المسيح، كما ويوجد فيها الكثير من الأماكن الدينية المقدّسة التي يزورها السياح المسيحيين من كلّ مكان، ومن أهمّ الأماكن السياحية الدينية فيها "كنيسة المهد"، وكنيسة حقل الرعاة، ومغارة الحليب، وكنيسة القديسة كاترينا، وغيرها من الكنائس المهمّة. لكن في مقالنا هذا سنتحدّث عن أهمّ كنيسة من هذه الكنائس، ألا وهي "كنيسة المهد".
كنيسة المهد
كنيسة المهد تعتبر من أهمّ الأماكن المقدسة لدى المسيحييّن من كلّ الطوائف، حيث أنّه في موقعها الذي توجد فيه ولد المسيح عليه السلام من العذراء مريم، وهي تقع في مدينة بيت لحم، وقد بنى هذه الكنيسة الإمبراطور "قسطنطين" في عام 335 ميلادي، بالإضافة إلى كنيستين أخرتين، وذلك بعد إعلان المسيحية ديانة دولته. وهي تعتبر من أقدم كنائس العالم وأقدم كنائس فلسطين أيضاً، وتقام فيها طقوس دينيّة إلى يومنا هذا منذ بداية القرن السادس للميلاد حيث أنِشأها الإمبراطور الرومانيّ "يوستنيان" في شكلها الذي يوجد في يومنا هذا. وفي عام 2012م تمّ تسجيل كنيسة المهد كواحدة من مواقع التراث العالميّ، لتكون الموقع الفلسطينيّ الأوّل الذي يدرج في لوائح التراث العالميّ التابع لليونسكو.
بالطبع، هذه الكنيسة لها مكان خاص مقدّس بالنسبة للمسيحييّن من كلّ الطوائف، ففيها ولد المسيح، وعند بناء الكنيسة تم بناء ما يعرف فيها بـ "كهف ميلاد المسيح، والذي يعتقد أنّه ولد في ذاك المكان تحديداً، وأرضية هذا الكهف بيضاء من الرخام، وفيها خمسة عشر قنديلاً يرمز كلّ منهم للطوائف المسيحيّة الموجودة. فيما عدا الكهف، يوجد فيها أيضاً أديرة وكنائس أخرى داخل الكنيسة نفسها، كالدير الأرثوذكسي، والدير الأرمني، والدير الفرنسيسكاني، والذي يتبع لطوائف مختلفة. كما ويوجد فيها "البازليك" وهي ساحة مبلّطة تعتبر جزءاً من الكنيسة وتكون كالرواق القديم الذي تحوّطه العمدان، ويوجد فيها أيضاً كنيسة القدّيسة "كاترينا".
وقد تعرّضت الكنيسة للكثير من العوامل المدمرة، وقد دمرّها السامريّون في عام 529م وهم يهود في الأصل، وقد تمّت إعادة بنائها بعد ذلك بمساحة أكبر في عام 535م. كما أنّ الأمبراطور "هرقل" قام بهدمها في الحرب التي نشبت بين الفرس والروم، وقد أعيد بناؤها في عام 614م ووضع الكثير من أعمال الفسيفساء الرائعة فيها إلّا أنّ الأتراك العثمانيين خرّبوا الكثير من معالم الكنيسة في فترة الحكم العثماني.