مصر القديمة
هي إحدى أعرقِ الحضاراتِ القديمةِ التي قامت في شمال شرق إفريقيا في عام 3150 قبل الميلاد، وتحديداً على ضِفافِ نهر النيل، وامتدت لِفترةٍ زَمنيةٍ تُقاربُ الثلاث آلاف عام.
تُعتبر الحضارة المصريّة من الحضارات التي تركت آثاراً لا مَثيل لها حول العالَم، فقد وَصَلوا مراحلَ مَتقدّمة من التطوّر العلمي والهندسي، وذلك يظهر بشكلٍ واضحٍ وجلّيٍ في الأبنية التي تركوها مثل: الأهرامات العظيمة، والتي صُنّفت من عجائبِ الدنيا السبع، وتمثال أبو الهول المنحوت بشكلٍ كاملٍ في الصخر، بالإضافة إلى المومياءات التي تمَّ تَحنيطها بطرُقٍ طِبيةٍ متُقدمةٍ للغاية.
نَجَحت الحضارةُ المِصريّة ونهضت بسبب قدرتها على التكيّف مع مُناخ المنطقة؛ حيثُ إنّ التربة الخصبة التي توافرت بِجانبِ مِنطقة النيل وتَوَفُر مُقوّمات الزّراعة وقُدرتهم على التنبؤ بمواعيد الفيضانات، كلّ ذلك جعلهم قادرين على السيطرة على المحاصيل وتقليل الأضرار، وهذا الأمر أدّى إلى قيام الدولةِ اقتصادياً واجتماعياً.
كما استغلّ الفراعنة الثروة المعدنيّة في تلك المنطقة، وعزّزوا النظام العسكري، وهذا الأمر جعل من الحضارة الفرعونيّة حضارةً قوية، وإلى جانب الإنجازات العسكرية، والطبية، والزّراعية، فقد قاموا بعمل نظامٍ للبناء جَعَلهم يبنون الأهرامات العظيمة والمَسلّات، التي تُعتبر من أكثر الأبنية القديمة عراقةً وعبقريّةً.
الآثار المصرية القديمة
- أبو الهول: هو تمثالٌ لِمخلوقٍ أُسطوري، له رأسُ إنسان وجسد أسد، تمَّ نَحتُه من الحجر الكِلسيّ ويَقع على هَضبةِ الجيزة، وبِحسب الاعتقادات المصريّة القديمة فإنَّ التمثال هو رمزٌ للملك خَفرع؛ الذي كان يَجمع بين قوةِ الأسد وحكمةِ الإنسان، كما كان يُعتَقدُ أنّه حارسٌ للهضبةِ التي تَحتوي على الأهرامات العظيمة الثلاث.
- أهرامات الجيزة: وهي أبنيةٌ مَلكيةٌ سُمّيتْ بأسماء الملوك الثلاثة: خوفو، وخفرع ومنقرع، وتحتوي الأهرامات الثلاثة على حُجَراً للدفن، وهي حُجَرٌ مَلكيّة تضمّ أضرحةً للملوك، بالإضافة إلى المجوهرات والمتاع؛ حيثُ كان يُعتقد بحسب الدّيانة الفرعونية أنَّ الملك يَعيش حياةً ثانيةً بعد الموت، وتوجد كتابات باللغة الهيروغليفيّة على جُدران حُجرات الدفن، تحتوي آياتٍ وتعاويذَ تُساعدهم على الانتقال إلى الحياة الآخرة.
- مجوهرات توت عنخ آمون: توت عنخ آمون هو أحدُ مُلوك الأسرة الثامنةِ عشر، وحكم البلاد لمدّةِ 10 أعوام، واشتهر هذا الملك بِسبب المَقبرة التي دُفن فيها؛ فقد احتوت على العديد من الكنوز والروائع الفنيّة التي لم يوجد لها نَظير في مقبرةِ أي ملك آخر، وبالإضافة إلى الكنوز والمجوهرات وُجدت في المقبرة كلّ الأغراض الشخصيّة للملك مُنذُ أن كانَ طفلاً؛ حيثُ إنَّ علماء الآثار عثروا فيها على ألعابٍ للأطفال، وألوان، وملابس، وإكسسوارات، وحلي يتمّ استخدامها في الحياة الملكيّة يومياً.
