عجائب الدنيا السبع
امتاز الإنسان على مر العصور بحبه لتدوين أي شيء جميل يشاهده أو يسمعه، وذلك تخليداً للجمال لمن سيأتون بعده، كما أن هذه الملاحظات المدونة مهما كانت براعتها ودقتها هي من أوجدت كتب التاريخ التي تصوّر الحياة السابقة، ومن أبرز الحضارات التي اهتمت بالتدوين هي الحضارة اليونانية، فإلى الآن وهي تعتبر من أبرز الحضارات التي مرت في تاريخ البشرية، من خلال الآثار القائمة التي دلت عليها، ومن أبرز ما قام به اليونانيون تجميعُ الملاحظات حول أروع سبعة معالم في العالم قام الإنسان بصناعتها بطريقةٍ مذهلة ورائعة، واستخدموا الرقم سبعة، حيثُ كان يدل عندهم على الكمال والوفرة.
وتم تحديد سبعة معالم رئيسة في العالم هي عجائب الدنيا السبع، وقد تم إطلاق اسم عجائب الدنيا السبع القديمة على هذه المعالم؛لأنه في الوقت الحاضر ظهر ما يسمى بعجائب الدنيا السبع الجديدة؛ وهي عبارة عن مشروع استثماري لتحقيق الأرباح منه، ويعتمد هذا المشروع على عملية التصويت التي يقوم بها الناس في مختلف بقاع الأرض على مجموعةٍ من المعالم التي يتم طرحها من أجل تحديد سبعة معالم مميزة هي الفائزة، على أن تكون المعالم المطروحة تم الانتهاء من بنائها قبل عام 2000م، وما زالت قائمة إلى وقت التصويت.
حدائق بابل المعلقة
تعتبر حدائق بابل من عجائب الدنيا السبع القديمة، ولكن اندثرت هذه الحدائق ولم يبقَ منها شيء بفعل زلزالٍ أصاب المنطقة، والبعض يعتبرها أسطورة لا وجود لها؛ نظراً لروعة التصميم والبناء، فهي تقع بالقرب من مدينة الحلة، في محافظة بابل في العراق.
يقال إن الملك نبوخذ نصر الثاني الذي حكم الدولة البابلية في تلك الفترة هو من أمر ببنائها، حيث بنيت هذه الحدائق في عام 600 قبل الميلاد، وقد كانت الحدائق مرتفعة عن سطح الأرض مسافةً تتراوح ما بين 23 م و92م، على شكل مدرجاتٍ صخريةٍ الواحدة تلو الأخرى، ويبلغ الارتفاع الكلي لها 100م، حيث اتصلت التراسات المختلفة معاً بواسطة سلالم مصنوعة من الرخام، كما تساندها أقواسٌ مصنوعة من الرخام، وتم بناء مجموعة من أحواض الزهور على جانبي كل ترس، وكانت هذه الأحواض مبطنة بمعدن الرصاص، وتم بناء سور ضخم قوي حولها يبلغ سمكه 7 م، وقد تم زراعة مختلف أنواع الأزهار في الأحواض، وكان هناك التراس العلوي الذي يمد بقية التراسات بالماء لسقاية النباتات والأزهار.
سبب بناء الحدائق المعلقة في بابل
يقال إن سبب أمر نبوخذ نصر ببناء هذه الحدائق هو إرضاءُ لزوجته الفارسية، التي اشتاقت لطبيعة الحياة في بلاد فارس، وملّت من طبيعة بابل المسطحة.