الحدائق المعلّقة
تحتضن الجمهوريّة العراقيّة إحدى عجائب الدّنيا السّبع، وهي حدائق بابل المعلّقة، وقد تداولت الرّوايات الكثير من الأساطير حول هذه الأعجوبة، وسنتطرّق في هذا المقال إلى كلّ ما يدور حول هذه الأعجوبة من روايات وحقائق تاريخيّة.
محافظة بابل
تقع مدينة أو محافظة بابل إلى الجنوب من العاصمة العراقيّة بغداد، وقد أنشئت على يد ملك بابل حمورابي وهي كلمة تعني باب الإله، وامتدّت بابل في ذلك الوقت من الخليج العربي جنوباً إلى نهر دجلة شمالاً، وتضّم بين أحضانها كلّ من الحدائق المعلّقة، وبوّابة عشتار، وساحة المهرجان الدّينيّ الكبير، وترتفع أراضي المحافظة عن سطح البحر بحوالي خمسةً وعشرين متراً نحو الجنوب، وتمتاز المنطقة بمناخها الصّحراويّ إذ تقلّ فرصة هطول الأمطار فيها، وتكون درجات الحرارة مرتفعةً، وقد تصل إلى 50 درجة.
حدائق بابل المعلّقة
أُدرجت حدائق بابل المعلّقة ضمن عجائب الدّنيا السّبع في العالم القديم، وقد كثرت الرّوايات عن كونها أسطورةً، وقد زُعم بأنّها بُنيت في بابل القديمة، وتقع الحدائق حاليّاً بالقرب من مدينة الحلّة في محافظة بابل العراقيّة، ولم تكن هذه الحدائق الأعجوبة الوحيدة في الحضارة البابليّة ومحافظة بابل، بل إنّ أسوار المدينة والمسلّة المنسوبة إلى الملكة سميراميس أيضاً من العجائب.
ويُشار إلى أنّ هذه الحدائق قد بنيت في الفترة ( 562 - 605 ق.م) على يد ملك بابل نبوخذ نصّر، وكانت الغاية من بنائها إرضاء زوجته ملكة بابل اميتس الميدونيّة، وتمّ بناء هذه الحدائق بعد أن شعرت الملكة بفقدانها للحياة المترفة التي كانت تعيشها في قصور والدها الذي كان أحد قادة جيوش القاهرة الأشوريّين، ولم تكن الملكة تطيق العيش في مسطّحات بابل، فعمد نبوخذ نصّر إلى تشييد الحدائق في تلال بها تراسات مصنوعة بأيدي رجاله، والحدائق المعلّقة محاطة بسور حصين يبلغ سمكه سبعة أمتار، ويصل ارتفاعه إلى حوالي مئة متر، وأمر نبوخذ نصّر رجاله بجعل التراسات متّصلةً ببعضها البعض بواسطة سلالم رخاميّة تسندها صفوف من الأقواس الرّخاميّة، كما قاموا بصنع الأحواض الحجريّة المخصّصة لزراعة الزّهور مبطّنةً بمعدن الرّصاص، ووُضعت العديد من الأشجار والزّهور ونباتات الزّينة المختلفة على جانبيّ كلّ تراس، وكانت المياه تصل إلى التراس العلويّ ومن هناك تسقى باقي التراسات، ويزوّد نهر الفرات هذه التراسات بالمياه عن طريق المضخّات، ويقال بأنّ حدائق بابل المعلّقة قد تعرّضت لبعض الانهيارات نتيجة حدوث زلازل في المنطقة، كما يُقال بأنّ رمال الصّحراء عملت على تفتيتها وتحويلها إلى أنقاض.