يعتبر جبل النبي شعيب من أعلى الجبال في الوطن العربي والذي يصل ارتفاعه إلى حوالي 3700 متر فوق السحاب والغيوم، ممّا يجعل درجات الحرارة فيه منخفضة جداً في فصل الشتاء والتي قد تصل إلى تحت الصفر، ويقع جبل النبي شعيب في الجمهورية اليمنيّة وبالتحديد في مدينة صنعاء، ويعتبر جبل النبي شعيب من الجبال المقدسة بين أهل منطقة اليمن وكل المسلمين لأنّه يحتوي على مقام وضريح سيدنا شعيب عليه السلام، حيث إنّ الضريح يوجد في غرفة صغيرة مغلقة طُليت جدرانها باللون الأبيض بالإضافة إلى وجود البخور الذي تمّ وضعه فوق القبر قديماً، ممّا يدل على أنّ القبر كان مكاناً مقدسّاً في القديم حيث يتّضح أنه كان يأتي الكثير من الزوار إلى مقام النبي شعيب باعتباره من مقامات الصالحين لكي يطلبون شفاء من مرض أو الدعاء بسبب حاجة معيّنة.
وما زال الزوار يتوافدون إلى مقام وضريح النبي شعيب في وقتنا الحالي، مع عدم التأكّد إن كان هذا الضريح هو ضريح النبي شعيب الذي ذُكر في الكتب السياسيّة أم لا، حيث إنّ البعض يقول أنّه يوجد نبي آخر آسمه شعيب بعثه الله تعالى ليهدي أهل اليمن، بالإضافة إلى أنه يوجد في لبنان، والأردن، وفلسطين مقامات لسيدنا شعيب عليه السلام غير المقام الموجود في اليمن.
وقد تم ّذكر النبي شعيب عليه السلام في القرآن الكريم أكثر من مرّةـ، والذي يعود أصله إلى المملكة العربية السعوديّة من مدينة تسمّى مدين، والتي اشتهر أهلها بالغش على الناس فكانوا لا يعطون الناس حقوقهم بالإضافة إلى الّلعب في المكاييل والأوزان عند البيع بالزيادة أو النقصان، بالرغم من أنّ الله تعالى بعث لهم النبي شعيب عليه السلام كي يدعوهم إلى الخير، والحق، والصواب، وإلى توحيد الله عز وجل لكنّهم لم يستجيبوا إلى سيدنا شعيب عليه السلام وكذّبوا نبوّته، وكان يعبد قوم سيدنا شعيب عليه السلام الأيكة كما ذكر في القرآن الكريم، وهي عبارة عن أشجار فدعاهم النبي شعيب إلى ترك عبادة الأيكة وعبادة الله تعالى وحده لا شريك له وذكر لهم العذاب الذي تعرّض له أقوام الأنبياء السابقين مثل قوم سيدنا نوح وسيدنا هود، وبالرغم من ذلك لم يتبعه إلا القليل منهم وقاموا بتهديده بالقتل والطرد إذا لم يرجع إلى دينهم، فأنزل الله تعالى عليهم العذاب وهو الغمامة السوداء التي صعقتهم، وقد اشتهر النبي شعيب بالفصاحة والبلاغة حيث إنه سُمي قديما باسم خطيب الأنبياء.