إبراهيم عليه السلام
إبراهيم عليه السلام أبو الأنبياء وخليل الرحمن الذي ترجع إليه الديانات الثلاثة المسمّاة بالديانات الإبراهيمية لاتفاقها مع معتقدات رسالة سيدنا إبراهيم عليه السلام، فيرجع بنو إسرائيل إلى ابنه إسحق عليه السلام، بينما يرجع نسل محمدٍ عليه الصلاة والسلام إلى ابنه البكر إسماعيل عليه السلام والذي يرجع إليه أصل العرب.
مكان ولادة النبي إبراهيم وحياته
يرجع نسب إبراهيم عليه السلام إلى تارح والذي يوجد في الدرجة العاشرة من نسل نوح عليه السلام، وهو أخٌ لاثنين من أبيه وهما ناحور وهاران والذي هو والد لوطٍ عليه السلام، فيكون إبراهيم عليه السلام عمّاً للوط عليه السلام، وولد إبراهيم عليه السلام في أور قرب بابل بحسب أرجح الروايات، إلّا أنّ بعض الروايات الأخرى تشير إلى أنّه عليه السلام ولد في حران، وقد ولد عليه السلام في عهد نمرود بن كنعان.
تزوّج إبراهيم عليه السلام عندما كبر من ثلاث نساء هنّ سارة في أور والتي أنجبت له إسحق وهي تبلغ من العمر تسعاً وثمانين عاماً، وكانت تصغر إبراهيم عليه السلام بعشر سنوات، وهاجر التي أنجبت له إسماعيل عليه السلام أكبر أبنائه، وقطورة والتي أنجبت له ستاً من الأبناء، وقد أمرّ الله عز وجل أن يقوم إبراهيم بذبح ابنه إسماعيل عليه السلام عندما كبر فأبدل تعالى ابنه إسماعيل بكبشٍ عظيم وهو ما نحتفل به كلّ عام في عيد الأضحى، كما أنّ إبراهيم عليه السلام قام ببناء الكعبة برفقة ابنه إسماعيل عليه السلام بعد أن أمره الله تعالى بذلك، كما أنّ الله تعالى بعث في يومٍ بثلاث رجالٍ إلى إبراهيم عليه السلام فذبح لهم وأعدّ لهم الطعام، ولكنهم لم يأكلوا منه فخاف عندها منهم فقالوا له أنّهم ملائكةٌ من ربهم أرسلوا إلى قوم لوط ليخسفوا بهم الأرض، كما بشروه حينها بإسحق عليه السلام والذي سيولد له من سارة وهما شيخان كبيران.
لقد بدأ إبراهيم دعوته إلى الحنفيّة التي أسّسها عليه السلام بدعوة أبيه تارح وتحذيره من عبادة الأوثان، ولكنّه أصرّ على ذلك ولم يرتدع، ودعا إبراهيم قومه لترك عبادة الأوثان والكواكب التي كانوا يعبدونها إلّا أنّهم رفضوا ذلك أيضاً فحطّم إبراهيم عليه السلام الأصنام إلّا كبيرهم لكي يقيم عليه مالحجة في يوم عيدهم، فقام إبراهيم عليه السلام بمناظرة الملك بعد تحطيمه للأصنام فأمر الملك بأن يحرق إبراهيم في نارٍ عظيمة بقيت لثلاث أيام، ولكن الله بإعجازه أمر النار أن تكون برداً وسلاماً عليه فخرج منها سليماً معافىً من أي سوء، وهاجر بعدها إبراهيم عليه السلام إلى بلاد كنعان بعد أن رفض أهل أور الاستماع إليه.
قد عاش إبراهيم عليه السلام لمدّةٍ اختلف عليها أهل الروايات فذهب أقلهم إلى أنّه عاش 175 عاماً، ودفن في مغارة المكفيلة في الخليل في فلسطين والتي سميت على اسمه بمدينة خليل الرحمن، وتجدر الإشارة إلى أنّه لا يصح عن الأنبياء إلا ما ورد في القرآن والسنة الصحيحة وبعض معلومات هذا المقال مأخوذة من الإسرائيليّات.
