كل إنسان يحاول دائما أن يطور من مهاراته الخاصة ويتفوق بها على الجميع بشكل أو بآخر، وينحى في ذلك طرقا عديدة مختلفة، ويبحث باستمرار دائم عن طريقة يستمر بها في تنمية مهاراته الشخصية والحصول على أكبر عدد من المهارات المهمة له في تحقيق ذاته وإظهار اسمه وصيته داخل المجتمع، فعدد منهم يالبحث عن المهارات اليدوية التي تعتمد على مهارات الصناعة، وآخرين يبحثون عن المهارات الشخصية العلمية بشكل أكبر، وهناك آخرون يبحثون عن تحقيق مهاراتهم الإجتماعية والنفسية، وبين هذه الثلاثة مناحي يقع تنميتها ومسؤولية النهوض بها.
في الفترة الأخيرة انتشر في مجتمعنا مصطلح التنمية وظهر رجال كثر يعملون في هذا السياق فوجدنا منهم التقصير الشائع في إعطاء الناس النصائح في الحصول على المهارات المناسبة له بحثا عن بعض مال لا يسمن ولا يغني؛ في حين نسي الجميع أن تنمية مهاراتنا يبدأ أولا ودائما بخطوة أولى من أنفسنا تدفعنا للقمة إن حققناها، وأولها أن ننكسر لأنفسنا ونتذلل لها ونخرج كل ما فيها من السوء، فلا نتكبر بنفوسنا ونشعر بضعفها ونعترف بذلك، فإذا فعلنا تكشفت عيوبنا وسامحنا أنفسنا على ضعفنا في العيوب، وعملنا ملامح قوتنا فهذّبناها وعزّزناها، وأغلقنا ملامح ضعفنا وجملناها بحلول لا تفارق اللطف بمكان.
أما بعد ذلك فإننا نبحث في نقاط ضعفنا في ثلاثة مناحي؛ فإن كنا ضعفاء في المهارة البدنية وضعنا الجد والغصرار والتدرب مرة تلو مرة رافقها التمرين العقلي الدائم لإستشعار معنى الأفعال البدنية، وليكون الجسد مصداق العقل فلا يشذ أحدهما عن الآخر، أما إن كان الخلل في المهارات العلمية فالبحث يكون أولا عن أي الجوانب نفتقر، فإن كان العلوم تركنا من وقتنا للعلم ما يكفينا مطية التحصل عليه وسألنا أهل ذلك العلم حتى أصبحنا نعلم فيه ما افتقدنا في فترة صغيرة، مع اعطاء أنفسنا فرصة التأمل قبل السؤال وسؤال النفس عن الإجابات فإن عجزت توجهنا للسؤال، لنعطي عقلنا فرصة الربط وتقوية وتنمية مهارة البحث والاستنتاج؛ أما إن كنا نفتقر إلى الأخيرة وهي غالبا ما نراها عجزا فينا فنالبحث عن إصلاحها، فإن علينا أن نؤمن أن المهارات المجتمعية مهارات فطرية ولا ضرر بأن يتعامل الإنسان مع مجتمعه بما ألف وراق له بغير نفاق ولا خداع، فإنه حتى لو كانت طريقتك فظة فإنها تروق للجميع إن اتسمت بالصدق وعدم المحاباة لصالح الباطل، ولكن لا ضرر في تجميل تعرف ما هو أهم من المهارات كمهارات الإصغاء والحديث والإلقاء، فهي مهارات تستحق أن نعطيها الفرصة في حياتنا لتعلمها.
واخيرا أحبيتي لنتأكد دائما من أنفسنا ونعطيها الفرصة فنفعل تلك الأفعال قبل أن نسأل الناس تعليمنا إياها؛ هل لو وقعت في تجربة حقيقية أستطيع أن أخرج منها بمهاراتي، ولا ضرر بأن أجرب ذلك فإن نجحت سعيت بنفسي لتطوير ما نقص، وبملاحظات من أحب من الناس دون السماع للمثبطين والمحبطين، أما إن فشلت وكسرت في أول تجربة فسؤال الناس عن ذلك وإعطائهم فرصة المساعدة ليس عيبا البتة.