بني الإسلام على خمسة أركانٍ أساسيّةٍ ، لا يستقيم بناء الإسلام دونها ، ومن بينها الصّلاة ، فالصّلاة شرعها الله سبحانه وكتبها على عباده المؤمنين خمس صلواتٍ في اليوم واللّيلة ، فيها تتوثّق صلة العبد مع ربّه فهي الركن الذي يلجأ إليه المسلم ، وهي الحصن الحصين والحرز المكين ، يلجأ المسلم لها فيشعر بالرّاحة والطّمأنينة ، فهو يقف بين يدي ربّ العالمين ، وقد كان بعض السّلف حين يصلّى يصفر وجهه ، فيقال له لم ذلك ، فيقول أتدرون أمام من أقف ، وكان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إذا حزبه أمرٌ لجأ للصّلاة وسار على نهجه الصّحابة الكرام ، ويسنّ لمن تحيّر في أمره أن يصلّي صلاةً غير الفريضة ويدعو الله فيها دعاء الاستخارة الوارد عن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم ، فالصّلاة هي عمود الدّين وملاذ المؤمنين وفيها راحة النّفس وطمأنينة البال وسكون القلب .
و إنّ للصّلاة شروطاً منها الإسلام فلا تقبل من مشركٍ أو كافرٍ وكذلك العقل والبلوغ ودخول وقتها وبلوغ دعوة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، كما أنّ للصّلاة فرائض وسنن ، ففرائضها ثلاثة عشر فريضةً وهي النيّة ، وتكبيرة الإحرام ، والقيام لها ، وقراءة الفاتحة والقيام لها ، والرّكوع والرّفع منه ، والسّجود والرّفع منه والجلوس من الجلسة الأخيرة بقدر السّلام ، والطّمأنينة في الصّلاة والاعتدال ، فهذه فرائض الصّلاة ، أمّا سننها فعددها اثني عشر ، وهي السّورة بعد الفاتحة ، والسّر فيما يسرّ فيه والجهر فيما يجهر فيه من الصّلوات ، وكلّ تكبيرةٍ ما سوى تكبيرة الإحرام ، وكذلك سمع الله لمن حمده للإمام والمنفرد ، والجلوس الأول ، والزّائد على قدر السّلام من الجلوس الثّاني ، والسّترة للإمام والمنفرد إن خشيا أن يمرّ من بين يديهما أحد .
فالصّلاة نورٌ للمؤمن وضياء ، قد ميّز الله هذه الأمة بهذه الصّلوات على مدار اليوم واللّيلة لتبقى متّصلةً مع خالقها سبحانه تدعوه وتلجأ إليه في السّراء والضّراء وعند شكر النّعم ، وإنّ من صفات المتّقين إقامة صلاتهم على وقتها والمحافظة عليها .