جاء النبي صلى الله عليه وسلم برسالة الإسلام العظيم، ونزل عليه القرآن الكريم دستورًا خالدًا للعالمين، ومن السنة النبوية ما يدعم القرآن الكريم تأكيدًا وتفسيرًا فالرسول عليه السلام لا ينطق عن الهوى وكل ما جاء به من أقوالٍ أو أفعال فعلها هي صوابٌ بلا شك، وإن كثيرًا من الغرب والذين يبحثون في شأن الإسلام ليستغربون من تصرفات الرسول عليه السلام وطريقة أكله وقيامه وجلوسه ويرون فيها كل المقاييس الصحية التي توصلوا إليها بعد ألف وأربعمائة عام، وإن كثيرًا من ما نهى عنه الرسول عليه السلام في أحاديثه الشريفة لأشياء مضرة بالإنسان من قريب أو بعيد، سواء مضرة بصحته أو بعلاقاته أو بفكره أو غيرها.
وفي بُعد الأمة الاسلامية عن دينها ، والإلتفات إلى ما يقوم به الغرب وتصديقهم، والتمثل بأفعالهم، جعلت هناك فجوة حقيقة بين الأعمال والتصرفات التي جاء بها الإسلام وقام بها الرسول عليه السلام، ولذلك أصبح هناك سننٌ نبوية مهجورة، كان الصحابة ملتزمين بها ثم بدأت تقل شيئا فشيئًا حتى وصلنا إلى حياتِنا التي خلت من الكثير منها، ولو تفحصناها لوجدنا فيها الخير الكثير والدلائل العظيمة، وهذه السنن أعمال صغيرة لذلك هُجرت لكنها في أجرها كبيرة.
ومن هذه السنن المهجورة:
- السواك: فعن عائشة قالت: كان رسول الله إذا دخل منزله بدا بالسواك. وثبت علميا أن السواك مطهرة للفهم لمدة 6 ساعات بينما معجون الأسنان لا يتجاوز الساعة.
- قتل الوزغ: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من قتل وزغة في أول ضربة كتب له مائة حسنة وفي الثانية سبعين" . ويعود السبب لأن الوزغ كان ينفخ النار على سيدنا إبراهيم عليه السلام وهو من المؤذيات، وأن يقلته بعصا أو بحجر أو بيده فكلها ذات الأجر.
- بدء لبس النعال باليمين: عن أبي هريرة قال :قال عليه السلام:"إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمين وإذا خلع فليبدأ بالشمال"
- نفض الفراش قبل النوم: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله:"إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليأخذ داخلة إزاره فلينفض به فراشه ويسم الله، فإنه لا يعلم ما خلفه بعده على فراشه". وقد ثبت علميًا أن هناك حشرة صغيرة لا تُرى بالعين المجردة، بمثابة الذرة تكون على الوسادة، ولا تموت أو تزال إلا بالنفض، لذلك كان أمر الرسول عليه السلام فلينفض.
- الدعاء عند لبس ثوبٍ جديد: قال عليه السلام:" من لبس ثوبا فقال: الحمد لله الذي كساني هذا الثوب ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ماتقدّم من ذنبه وما تأخر"
- قيام الليل ولو بعشر ركعات: قال عليه السلام:" من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين،ومن قام بمئة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين"
- الصلاة بالنعل: ولعل البعض يستغرب من هذه السنة ولكن الرسول عليه السلام كان يصلي في نعليه وقد قال عليه السلام:خالفوا اليهود فإنهم لا يصلون في خفافهم ولا نعالهم"
وكثيرة هي السنن المهجورة، لو بحث عنها المسلم لعرف الكثير منها ولتذكر أن كثيرًا منها كان يمارسها لكنه تركها مع الأيام، فالعودة إلى هذه السنن هو دليلٌ لعودةٍ صادقة لرحاب الإسلام بالالتزام التام به وبتعاليمه.