إنّها الصّلاة،ذلك الفرض العظيم،وثاني ركن من أركان الإسلام،فرضت على المسلمين في ليلة عظيمة،وقت عرج بنبينا الحبيب-عليه احسن وأفضل الصلوات والتسليم- من بيت المقدس إلى السماوات العلا في حادثة الإسراء والمعراج،فكانت خمسين صلاة في اليوم،لكن رحمة الله بعباده كانت أكبر،فخففت لتكون خمساً في العدد وخمسين في الأجر،ولم تكن لتسمّى بالصّلاة إلا لأنّها تصل العبد بربه،وتجعله على استشعار دائم بضرورة لقاء من بيده ملكوت السماوات والأرض في اليوم أكثر من مرّة ليبثه همومه،وليسأله حوائجه دون وجود سند أو وسيط بينع وبين مولاه.
ولمّا كانت الصلاة بكل هذه الأهميّة،كان لا بد من الإلمام بفرائضها وسننها وكل ما يحيط بها،ولأنّنا بصدد عرض سنن الصلاة،كان لا بد من التفرقة بين سنن الصلاة وفرائض الصلاة:
أمّا فرائض الصّلاة:فهي ما ينبغي على المسلم أن يقوم به في الصلاة من أعمال بحيث لا تصح الصّلاة بدونها سواء سقطت منه سهواً أو عمداً،كتكبيرة الإحرام،وقراءة الفاتحة،والركوع والسجود.
أمّا سنن الصلاة:فهي ما يقوم به المسلم من أقوال وأفعال في الصلاة،بحيث لا تبطل صلاته إن سقط شيء منها سهواً أو عمداً،ويكون سجود السهو في حقّها مباحاً.
وفيما يلي عرض لسنن الصلاة:
)تكبيرات الصّلاة كلّها عدا تكبيرة الإحرام:فتكبيرة الإحرام فرض،أمّا باقي التكبيرات كتلك التي تكون حين يكبر للركوع،أو حين يقوم من الركوع فإنّها تعتبر من سنن الصّلاة.
)قراءة سورة بعد الفاتحة :وذلك في الرّكعة الأول والثانية من الصلوات الفرض.
)قول سمع الله لمن حمده:بعد القيام من الركوع،ويستوي في ذلك الإمام والمأموم.
)الجلوس الأوّل في الصلاة.
)قول دعاء الاستفتاح: وهو الدّعاء الذي يقوله المصلّي بعد أدائه تكبيرة الإحرام وقبل قراءة الفاتحة،ونصّه كما يلي:"سبحانك اللهم وبحمدك،وتبارك اسمك،وتعالى جدك،ولا إله غيرك".
)التّأمين:أي قول آمين بعد قوله تعالى في سورة الفاتحة"ولا الضالين".
) الجّهر في الصلاة الجهرية: وهنا لا يجوز للمأموم أن يجهر بالقراءة حين يصلّي في جماعة،أمّا حين يصلي منفرداً،فإنّ له أن يجهر أو يسر في قراءته.
) أن ينظر المصلّي إلى موضع سجوده في الصلاة.
) وضع اليدين على الركبتين مع التفريج بين الأصابع عند الرّكوع.
) وضع اليد اليمين على الشمال وجعلهما تحت السرّة.
) أن يضع يديه على الفخذين بين السجدتين بحيث تكونا مضمومتي الأصابع مبسوطتين.
وهناك بعض الحيثيّات التفصيليّة والتي تعتبر من سنن الصلاة ،لكننا اكتفينا هنا بذكر أكثرها ألفة بين المسلمين.
