الصلاة هي الصلة بين العبد وربّه ، فمن منّا يُحِبّ أن تنقطع صلتهُ بالملك ، الذي أنعم علينا بالحياة وأنعم علينا بنعمهِ الظاهرة والباطنة ، وهذهِ الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين ، شهادة أن لا إله إلا الله وأنَّ محمّداً رسول الله ، وهيَ أساس الأعمال كلّها ، فإنّ أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من عمله هو الصلاة ، فإن صلحت صلاته فقد صلح سائر عمله ، وإن فسدت فقد فسد سائر عمله.
وقد فُرضت الصلاة على المسلمين يوم الاسراء والمعراج ، وقد كانت خمسين صلاةً بادئ الأمر وكان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يُراجع ربّه فيها حتّى كانت خمس صلوات في اليوم والليلة وبأجر خمسين صلاة ، وهي صلاة الفجر، صلاة الظهر ، صلاة العصر ، صلاة المغرب ، صلاة العشاء ، وطريقة أداء الصلاة علمّنا إيّاها رسولنا صلّى الله عليه وسلم فنحنُ نصلّي كمانَ رسولنا صلّى الله عليه وسلّم يصلّي ، وبدون الطريقة التي عليها صلاة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لا تُقبل الصلاة.
وكثيراً ما يتسائل البعض لماذا فرّض الله علينا الصلاة ، والحكمة من التشريع لا شكّ ولا ريب في أنّها دائماً في مصلحة العبد ، فالله عزّ وجلّ لا تنفعه عبادتنا ولا تضرّه معاصينا فهو أغنى الأغنياء وهو القويّ المتين جلّ جلاله ، ولكن المستفيد الأعظم من العبادات هو الإنسان ، فلعلّنا في هذا المقال نتطرّق إلى موضوع لماذا فُرضت الصلاة ونوجزها ببضعة نقاط.
لماذا فُرضت الصلاة
- تحقيق الصلة بين العبد وربّه ، وتجديد هذا الإرتباط بين بين الخالق والمخلوق في كلّ يومٍ وليلة ، فبحصول هذه الصلة تتحقّق العبوديّة في أبهى صورها وتكون مظاهر الاسلام والاستسلام قد اتضّحت و برزَت.
- التأكيد على صدق إيمان العبد بالله عزّ وجلّ ، وخصوصاً الصلوات التي فيها تمايز بين المؤمن قويّ الإيمان وبين المنافق ، كصلاتي الفجر والعشاء.
- تتحقّق بالصلاة هدوء نفوس المؤمنين وترتقي أرواحهم إلى أعلى الدرجات ، وهذهِ الطمأنينة عندما تتحقّق فإنّ جميع أمراض النفس من القلق والاكتئاب والخوف تتبدّد لأنّك تقف بين يدي ربّك الذي بيدهِ ملكوت كلّ شيء.
- فُرضت الصلاة ليعلم الله بها الذين أرادوا قربه وتوجّهوا اليه بصدقٍ وإنابة ، والله بكلّ شيءٍ عليم ، فإذا أقام المسلم صلاته فقد حقّق النجاح والفوز ، وإلاّ فقد خاب وخسر.