خلق الله عز وجل الإنسان وجعل لهُ قانوناً ونظاماً يسيرُ عليه ، ولم يتركهُ الله سدى ، وإنّما أوضح لهُ الحدود وبيّن لهُ الحقوق التي له والواجبات التي عليه تجاهَ ربِّه وكذلك في تعاملاته مع الآخرين، فكان هذا التشريع الرباني بمثابة الدستور الذي لا ينبغي الحياد عنه أو التمرد عليه لأن في ذلك مخالفة لله عز وجل و التي توجب التعاسة في الدنيا والشقاء في نار الآخرة.
ومن رحمة الله عز وجل بنا أنْ فرض علينا العبادات والشرائع التي تنظِّم حياتنا وتستقيم بها أمورنا ، فلا يعقل أن ْ تنتظم الجموع البشرية بدون قانون ضابط أو دستور واضح.
وهناك فرق ما بين الشريعة والدين ؛ فالدين واحد وهو الإسلام والشرائع متعددة ، فلكل امة جعل الله لها شِرعةً ومنهاجاً ، فشريعة سيدنا عيسى عليه السلام تختلف عن شريعة موسى عليه السلام ، وذلك تبعاً لإختلاف الأقوام الذين أُرسلوا إليهم والزمان والمكان ،وجاءت الشريعة الإسلامية متممة للشرائع ومكملة لها ، وسنتطرق ووسائل في مقالنا هذا إلى الحديث عن فرض الله عز وجل للعبادات والشرائع.
لماذا فرض الله الشرائع
لماذا فرَضَ اللهُ العبادات
- العبادات هيَ العمل الإيمانيّ الماديّ الذي يتَضح فيه صدق إيمان العبد ، فبدون العبادات لا يتبيّن الكاذب من الصادق ولا المؤمن من المُنافق ، فبأداء العبادات يكون البرهان على صدق الإيمان ، وعليهِ يكون الجزاء الأوفى من الله عزّ وجلّ على أداء هذهِ الفرائض وهذهِ العبادات.
- تتحقّق بالعبادات الراحة النفسية والهدوء والسكينة والطمأنينة ، فكما انّ الجسد يحتاج إلى الغذاء ليقوم بوظائفهِ الحيويّة ، فإنّ للروح غذاءاً يجب أن تحصل عليه وغذاء الروح بهذهِ العبادات التي تُبعد عن الإنسان القلق والاضطراب وتجعلهُ مطمئناً.
- كما أنّ العبادات تحقّق التكافل والتضامن الاجتماعيّ ، فنرى في الزكاة اعطاء المال من الغنيّ للفقير ، وفي الصيام تهذيب للنفس ويشعر الغنيّ بطعم الجوع والفقر والحاجة ، وفي الحجّ يرتدي المسلمون ثوباً واحداً ويلتقون في صعيدٍ واحد ، متساوون في كلِّ شيء ، وهنا يكون العدل والمساواة والتكافل والتراحم.
- بالعبادات تتحصّل الأجور التي يتميز بها الناس ، فيُعطي الله سبحانهُ وتعالى الدرجات العالية في الجنّة للناس على قدرِ أعمالهم وعباداتهم ، فهيَ الميزان بين الناس.