يحتاج الإنسان إلى التقرب إلى الله عزّ وجلّ بالعبادات كي يفوز بمرضاة الله عزّ وجلّ أولاً والتي هي أكثر ما يهمّ أيّ إنسانٍ مؤمنٍ بالله تعالى ويقوم الإنسان بالعبادات أيضاً كي يقوم بالفوز بالجنة التي يتمناها الجميع والابتعاد عن نار جهنم، فالعبادة هي أساس الوجود وخلق المخلوقات جميعها، فقال الله تعالى: "وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"، فالعبادة هي أن يقوم الإنسان بفعل كلّ ما يحبه الله عزّ وجلّ ويقربه إليه بشكلٍ ظاهرٍ أمام الناس بأفعال بدنية أو بأفعال قلبية كالدعاء والتسبيح وغير ذلك سواء كانت هذه العبادات هي فروضٌ فرضها الله عزّ وجلّ للإنسان أو كانت سنناً يقوم بها الإنسان اقتداءً بالرسول صلّى الله عليه وسلّم.
وتعتبر احسن وأفضل عبادةٍ على وجه العموم هي شهادة التوحيد، فشهادة التوحيد هي الكلمة التي تُدخلُ الإنسان بالإسلام والتي يحتاجها الإنسان كي يقوم بأي عبادةٍ أخرى تليها بالشكل الصحيح، فهي أساس الإيامن كلّه وأولى أركان الإسلام، أمّا الصلاة فهي عمود الدين وأول ما يسأل عنه لاإنسان يوم القيامة فإن صلحت صلح باقي عمله وإن فسدت فسد سائر عمله، فالصلاة هي التي تصل الإنسان مع ربه عزّ وجلّ لكي يدعوه ويناجيه ويتقرّب منه، فالصلاة المفروضة هي احسن وأفضل العبادات التي يقوم بها الإنسان ببدنه على الإطلاق بحسب الشائع والمتعارف عليه بين العلماء، أمّا الصلاة النافلة فهي من احسن وأفضل النوافل التي يمكن للإنسان القيام بها، ومن احسن وأفضل صلاة النافلة صلاة القيام التي يكون الإنسان فيها من أقرب ما يكون إلى ربه عزّ وجلّ فيناجيه ويتوسّل إليه وقلبه خاشعٌ له وحده تعالى.
وقد روى ابن مسعود رضي الله عنه: أنّ رجلاً سأل النبي صلّى الله عليه وسلّم أيّ الأعمال أفضل، قال: "الصلاة لوقتها وبرّ الوالدين ثم الجهاد في سبيل الله"، ففي هذا الحديث الشريف بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ برّ الوالدين هو من احسن وأفضل الأعمال أيضاً والتي تقرب إلى اله عزّ وجلّ وهو احسن وأفضل حتّى من الجهاد في سبيل الله، وقد بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك أيضاً في مواقف أخرى وذلك في بعض الغزوات التي قام بها الرسول عليه الصلاة والسلام فكان يمنع البعض من الخروج للجهاد لكي يقوم برعاية والديه، وتبقى احسن وأفضل الأعمال والعبادات في علم الله عزّ وجلّ فهو الذي سيحاسب الناس على ما فعلوا، فالعبادات توزن أيضاً في ميزان الله عزّ وجلّ بحضور القلب فيها واستحضار الله عزّ وجلّ أثناء أدائها، فالصدقة بدينارٍ واحدٍ بقلبٍ حاضرٍ لله تعالى احسن وأفضل من صدقة ملايين الدنانير لأجل الرياء.
