صلاة الليل كأي صلاة من حيث الأركان والواجبات والسنن ووقتها من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر تصلى بمطلق التنفل وتختم وتراً لتكون خلوة تامة ما بين العبد وربه .
كيفيتها : تصلى ركعتان أي مَثنى مَثنى يسلم من كل ركعتين وذلك من فعله صلى الله عليه وسلم وأما وترها ففيه أكثر من صورة ويمكن مطالعة طريقة صلاة الوتر للإستزاده .
أسرار صلاة الليل : لصلاة الليل وقع خاص في قلوب المحبين لا يعرفه المحرومون الذين ما ذاقوا حلاوتها ولذة المناجاة فيها فمن أوتي ذلك فقد حُقِق له هداية هذه العبادة ، وتحقق الهداية في اى عبودية بشروط وهي علمها ومعرفة قصدها وإرادتها ، والعمل بها والصبر عليها ، ودعوة الناس إليها والصبر على أذاهم .
وتَعلُمُ صلاةُ الليلِ لا يكون فقط بأداء أركان الصلاة وواجباتها وإنما بمعرفة طريقة تحقيق الغايةِ منها فما كانت صلاة الليل إلا لنزول رحمة الله على عباده وأن يشملهم بلطفه فما يكون هذا إلا بإحضار القلب والروح والنفس بين يدي الله لا تلتفت عنه إلى شيء.
تبدأ صلاتك بالتوجه القلبي والروحي والجسدي والنفسي إلى الله عز وجل ، لتفد إلى ملك عظيم لتتذوق من مائدته وتنال من عظيم جزاءه وتنال شرف المقابلة والأُنسِ بهِ والقربِ منهُ والخضوعِ بين يديه لِتذكُره سبحانه فيذكُرك في نفسه ،لتنسى الدنيا وهمومها ومصائبها وأحزانها لتقلبها هناءً وأفراحاً وسعادةً ، ولا يكون ذلك إلا إذا كانت صلاتك بالفعل والمعنى والحس ونوجز لها ما يلي :
- عند التكبير والشروع الصلاة فلا بد من استحضار معنى التكبير فغير الله صغير فتخرجه من عقلك وروحك ونفسك وتفردها لله عز وجل .
- تتجه للقبلة بجسدك وأما روحك وقلبك فتتجه إلى الله ، فإن العبد إذا أقبل بوجهه على الله فإنه لا يميل بوجهه عنه حتى يميل هو فأحرص أن يأخذك عفوه وتنال المنازل العالية إذا أقبل بوجهه عليك .
- أن تتأمل كل حرف ومعنى تقرأه بأن يكون خوفاً منه وحباً به وطمعاً في ثوابه وتوازنَ بينها.
- أن تدرك معنى التسبيح والتحميد والتهليل وتخرجها من الأعماق برويه وتتنفس بها عشق المحبة الإلهية وأن تعبده بكل جوارحك .
- أن تتأمل معنى العبودية ومكانتها فهي العز في أعلى مراتبه إن كانت لله وهي الذل والصغار في أدنى مراتبه إن كانت لغيره .
- أن تحرص على مجالسة ملك الملوك قدر استطاعتك فملوك الدنيا لا يعطون من أوقاتهم إلا لمن علا شأنه عندهم وعلى قدر مكانة جليسهم تكون مدة مجالسته التي يسمح له بها فاحرص أن تكون منزلتك عند الرحمن عاليه وذلك بطول مدة المجالسة .