إحتار الإنسان القديم في تفسير الظواهر الطبيعية كثيرا، خاصة تلك التي تعد بعيدة عن معاينته الشخصية ، وتحدث على بعد منه ولكنها تؤثر عليه ، ففي البداية غعتقد البشر أن هناك آلهة تتحكم بهذه الظواهر ، ولكل ظاهرة إله معين ، فمثلاً اعتقدوا بوجود إله للريح، وإله للشمس ، وإله للمطر ، وهكذا .
بينما مع تقدم السنين فإن الفلاسفة إرتأوا أن يفسروا هذه الظاهر بطرق ووسائل أكثر عقلانية ، بحيث يهمونها بطرق ووسائل احسن وأفضل ورفضوا ردها إلى آلهة مزاجيه تبعث الريح حين تغضب ، أو لا تبعث المطر لأنهم لم يقدموا لها قرباناً ، فبدء الفلاسفة يضعون نظريات لتفسير هذه الظواهر ، وبالفعل وضعوا الكثير من النظريات التي تعتبر مفيدة وبقيت على مدى عصور تفيد بالتعامل مع هذه الظواهر ، حتى ظهر علماء البيئة الذين اعتمدوا على هذه النظريات وانطلقوا منها في دراسة علوم الأرض والبيئة ، ولكن ما ميّز دراساتهم وأبحاثهم أنهم كانوا قد طوروا الأدوات التي تمكنهم من دراسة هذه الظواهر عن كثب ، ولم تعد عبارة عن ألغاز غامضة تحصل في الجو ونرى آثارها فقط ، فعرفوا طرق ووسائل سير الرياح ، وطرق ووسائل تكوين العواصف ، وطريق تكوّن المطر وهطوله ، وكل هذه الظواهر ، حتى وصل الامر بالعلم الحديث لتمّكّن العلماء من التحكم ببعضها ، وهو الأمر الذي كان يعتقد قبل سنوات بأنه مجرد خيال علمي وأحلام . وقد نشأ هذا العلم وتطوّر وصار مستقلاً عن غيره من العلوم وله فرع خاص به يطلق عليه إسم علم الطقس ، أو علم الأحوال الجوية ، وهو علم يندرج تحت باب علوم الأرض والبيئة .
ومما سبق فإن علم الأحوال الجوية : هو العلم الذي يدرس الظواهر الجوية ، ويعمل على تفسيرها ، ويتتبعها ، وينقسم لقسمين ، الأول هو التفسير والمعرفة والثاني هو التنبؤ ، والتنبؤ يفيد بمعرفة الأحوال الجوية قبل حدوثها ، وهو بالطبع ليس عبارة عن سحر أو علم بالغيب بل دراسة ظواهر وتوقع نتائجها بناء على معطيات معينة . كأن يتنبئ العلماء بهطول الثلوج في بلاد الشام بعد أن يرصدوا عاصفة ثلجية قادمة من روسيا بسرعة رياح معينة محملة بالغيوم الكثيفة ، ورصد الأحوال الجوية في بلاد الشام ، ومعرفة كيف ستتفاعل كل منهما مع الأخرى مما سيؤدي لتساقط الثلوج، وعادة ما تكون التنبؤات الجوية صحيحة بنسبة 90% من حيث الحدث الجوي، وقد تخطئ في تقدير وقت حصوله بفارق يوم أحياناً .