عرف الإنسان قديماً قوس قزح ، وأعجب به وأذهله منظره ، فقد أطلق عليه اسمه هذا نسبةً للإله ( قزح ) ، الذي كان معروفاً عند العرب القدماء ، الذي كانت تمارس طقوس التعبّد له في المزدلفة وذلك قبل الإسلام ، وهو إله المطر والطقس ، فسمي بقوس هذا الإله قزح الذي يظهر عند هطول المطر ، أمّا عند الحضارة الإغريقيّة ، فإنّه كان يمثل طريق الآلهة الإغريقية الرسول ( إيريس ) ، التي كان يسلكها خلال رحلته من السماء للأرض ، وبالعكس .
إنّ قوس قزح هو من الظواهر الطبيعية الفيزيائيّة ، وهو الناتج عن مرور عبور ضوء الشمس لقطرة ماء المطر ، بحيث يتعرض هذا الضوء للانكسار لأنّ أشعة الشمس تحتوي ألوان طبقيّة كثيرة وهي بأطوال موجية متعددة ، فينتج عنه ما يعرف بألوان الطيف ، حيث تكون هذه الألوان متدرجة بدءاً من اللون الأحمر ، ليأتي من بعده البرتقالي ، ومن ثمّ الأصفر ، بالأخضر ، ويليه الأزرق ، ومن بعده النيلي ، وأخيراً البنفسجي ، ومن الحالات النادرة أيضاً ما نرى قوس قزح ناتجاً عن انكسارٍ في ضوء القمر ، وذلك خلال عبوره لقطرة ماء المطر .
ولقوس قزح تفسير فيزيائي ، حيث عند تخلّل أشعّة الشمس عندما تكون مائلة لقطرة المطر ، تنعكس مجدّداً في سطح القطرة الداخلي ، حيث تنكسر مجدّداً عندما تخرج هذه الأشعة من قطرات المطر ، بحيث يبدو واضحاً الأثر الكلّي المنعكس في مدى الزاوية بشكل واسع ، وبالتدقيق أكثر نلاحظ أنّ تلك الزاوية هي مستقلة كليّاً بالنسبة لحجم القطرة ، ولكنها تكون معتمدة على ( معامل الانكسار ) ، التي تعني بشكل دقيق ( نسبة سرعة الضوء في الفراغ إلى سرعته في هذا الوسط ) ، فيبيّن ذلك المدى الذي تتأثر به المادة في الأمواج الكهرومغناطيسيّة ، حيث يكون الإنكسار مؤلفاً من جزء خيالي ، والجزء الآخر حقيقي ، حيث هذه القاعدة تنطبق على كلّ من الهواء والماء ، ومن الملاحظ أن قوس القزح يظهر في السماء مرسوماً بشكل نصف دائري ، ولكن يبدو قطر قوس القزح في البحار أصغر حجماً بالنسبة إلى قوس القزح الناتج من قطرة المطر ، ويعود ذلك لأنّ معامل الإنكسار يكون في البحر أعلى نسبةً من قطرة المطر .
ويلاحظ أثناء ظهور قوس قزح في السماء تلوّنها بلون أزرق يكون غامقاً بالنسبة للأيام العادية التي لا يظهر فيها القوس.