التربة هي الطبقة التي توجد وتغطي سطح الكرة الأرضية، حيث تكونت التربة نتيجة للعديد من العوامل المختلفة من أهمها العوامل الجيولوجية، التي امتد تأثيرها على مدى الملايين من السنين. التربة دورها هام جداً وحيوي جداً للنباتات، ففي التربة تزرع النباتات التي تغذي العديد من الكائنات الحية منها الإنسان والحيوانات العاشبة، وهذه الحيوانات هي مصدر الغذاء الرئيسي للحيوانات اللاحمة ومن هنا فالنباتات هي من أهم مكونات الطبيعة على الإطلاق، وبالتالي التربة مهمة لدرجة عالية كونها هي التي تنمو النباتات فيها وبداخلها، وكونها هي العنصر البيئي الذي يزود هذه النباتات بالعناصر الغذائية المطلوبة والضرورية لتغذيتها، بالإضافة إلى ذلك فالتربة هي التي تزود النباتات بالمياه اللازمة لها، فالنبتة غير قادرة على أخذ الماء مباشرة، بل يجب أن تمتصه من التربة. هذا وتشكل التربة موطناً للعديد من الكائنات الحية سواء الحشرية أو بعض الحيوانات التي تحفر بيوتها فيها هذا عدا عن الكائنات الحية الدقيقة التي تتواجد في داخل التربة.
يمكن لنا أن نعرف تلوث التربة على أنه دخول المواد الضارة غير المرغوبة في التربة، أو عندما تزداد نسبة العناصر الضارة التي كونت التربة، حيث تؤدي هذه الزيادة الكبيرة في نسبة وتركيز عناصر التربة إلى أن يتغير التركيب الفيزيائي والتركيب الكيميائي للتربة وهذا التغيير هو الذي يطلق عليه تلوث التربة.
تتنوع ملوثات التربة ما بين الملوثات الطبيعية والملوثات البشرية، فأما الملوثات الطبيعية فمنها أن يتم جرف التربة بفعل العوامل الطبيعية المختلفة مما يؤدي إلى خطر كبير يتهدد النباتات، بالإضافة إلى التصحر، والتصحر هو الاضطراب الذي يصيب النباتات في بيئة معينة أو الذي يصيب منطقة بيئية بأكملها. ولمكافحة هذا النوع من أنواع الملوثات أن يقوم الإنسان بزيادة زراعته للغطاء النباتي بدلاً من أن يقوم بانتزاع الغطاء النباتي الموجود حالياً. أما الملوثات الناتجة عن البشر، فهي كثيرة ومتنوعة ومتعددة، فالملوث الأول هو مخلفات الإنسان الصلبة، كالمخلفات الصناعية التي تؤدي التربة بشكل كبير جداً بالإضافة إلى المخلفات الصناعية السائلة أو الصلبة وهي مواد كيماوية ضارة بشكل كبير.
لحماية التربة من التلوث ينبغي كما قلنا أن يتم تكثير الغطاء النباتي على سطح الأرض بالإضافة إلى ضرورة أن يكون هناك رقابة على خط سير المخلفات سواء الصناعية أو المنزلية، فهذا النوع من أنواع الملوثات يؤدي إلى ضرر كبير وتلوث هائل في البيئة ليس له حدود. كما ينبغي أن يتم الانتهاء والتخلص من مياه الصرف الصحي والمياه العادمة بالطرق ووسائل المناسبة، منعاً لتسربها إلى التربة.
