ازدهرت السينما المصرية في الثمانينات بالكثير من الأعمال الفنية الابداعية ، التي كان يرأسها كبار الممثلين والفنانين في ذاك الوقت ، ولعل السبب في نجاحها راجع الى القدرة العظيمة للشخصيات ، بالاضافة الى عمق القضية التي تداولتها السينمات المصرية في ذلك الوقت .
فيلم سمك لبن تمر هندي من اجمل وافضل الأفلام للمبدع محمود عبد العزيز ، والمخرج والمؤلف رأفت الميهي ، ومساعده ماهر السيسي ، انتج عام 1988 ويعتبر من أكثر الأفلام تعبيرا عن الظلم الذي تتعرض له فئة معينة من الشعب ، بحجة عدم وجود ظهر يساندها ، فالفقر والضيق يجعل الانسان بلا قيمة يمكن لأي جهة أن تدوس بقدمها عليه .
الفنانون المشاركون في العمل ودورهم :
محمود عبد العزيز : أحمد سبانخ . إدارة : معالي زايد : إدارة يوسف داوود : ملاك حسنين سرور مجدي فكري محمد درديري عايشة الكيلاني حمدي يوسف
أحداث الفيلم : تتمحور أحداث الفيلم حول أحمد سبانخ ، الذي يعمل طبيبا بيطاريا ، له عيادة بسيطة ، ويعمل معه ممرض جشع ، حيث نرى أحمد يرفض كل الأفعال التي يقوم بها الممرض من استغلال للفقراء والفلاحين ، ويساعدهم مقابل مبالغ رمزية . وعلى الرغم من عدم توافر الامكانيات المتاحة للزواج ، الا أنه بقى يعافر حتى يحصل على قلبها ويتزوجها ، الأمر الذي حال ذلك أنه لم يستطع ايجاد شقة مناسبة بسعر بسيط يستطيع أن يمضي بها باقي حياته . فعلى التقيض نجد حبيبته معالى زايد "ادارة تساعده وتبقى بجانبه ، للحصول على عمل أخر ، يستطيع أن يكمل به ثمن الشقة . ادارة التي تسعى جاهدة للعمل ، نجدها تعيش أحداثا صعبة في محاولة منها الحصول على وظيفة للكتابة على الألة الكاتبة 80 كلمة في الدقيقة الواحدة فتفشل في كل مرة . ومع كل هذه الظروف الصعبة جاءه خبر وفاة والده ، الذي سافر ليؤمن لأبنائه الحياة الكريمة التي طالما تمناها لهم ولنفسه . في هذه الأثناء ومع اشتداد الأحداث يقع أحمد وادارة تحت تهديد احد ضباط الانتربول الدولي ، وهو ملاك حيث كان يعتقد أن والد أحمد ارهابيا ، وأن أحمد ابنه مع اتصال باحدى المنظمات الارهابية ، فيقوم ملاك بوضعه في احدى المستشفيات المتخصصة لعلاج و دواء مشاغبي العالم الثالث ، بغية الخصول على المعلومات التي تمكنهم من الايقاع به .
وعند دخوله المستشفى نتفاجأ بكوميديا فانتازية ، فنجد الأطباء القتلة يأكلون أجساد المرضى ، ويشربون من دمهم ، فيموت في المشفى الا أن ملاك يقرر ملاحقته الى ما بعد الحياة الأولى للحياة الأخرى ، وبالرغم من الحراسة المشددة على المشفي لتحول دون هروبه الا أنه يستطيع الهرب ، ويتمكن من الاختفاء بثياب الرهبان ، فيمتطى حمارا ويذهب الى قرية ما في الفيلم ، ويعمل على بث روح العدل والمحبة بين الناس متشبها بذلك بالمسيح عليه السلام . وعلى الرغم من الظلم الشديد الذي حل بهما الا أنهما وقفا في وجهه ، إلا ان النهاية الحتمية كانت الموت ، ويكافآ بحفل تأبين كبير لهما .