إن تجودي فصليني
إن كلمات وعبارات الأغنية ومؤديها لهو السحر بعينه من ناحية الجمال والرونق ، وها هنا رأي مكثف حولها ن جدير بالقراءة :
إن أغنية (خمرة الحب) هي للفنان صباح فخري، وهي تعد من اجمل وافضل الأغاني.. والمعاني والألفاظ التي تجذبني للاستماع إليها دون ملل.أو كلل والأغنية هي من تأليف المبدع الكبير صباح فخري نفسه، وقام بتلحينها المبدع عدنان أبوالشامات، الموسيقار السوري الدمشقي الكبير المعروف، ويُقال إنها كذلك من تلحين صباح فخري نفسه.. لا أفتي ولا أعلم.والله اعلم وتقول كلمات وعبارات هذه الأغنية الخالدة :
خمرة الحب اسقنيها
أما قلبي تنسنيه
عيشة لا حب فيها
جدول لا ماء فيه
ربة الوجه الصبوح
أنت عنوان الأمل
اسكري باللثم روحي
خمرة الروح القبل
أسوة بالعاشقين
أو تضني فاندبيني
في ظلال الياسمين
.............
وحقا إنها كلمات وعبارات جميلة، وصوت الذي غناها قوي يُعبّر عنها، لا يسع مَن يستمع إليه وإلى الأغنية إلاّ ويعشقها، ويردد كلماتها، عن
ظهر قلب بل وربما يصل حتى بالبعض الطرب والانتشاء لترديدها وغنائها ، والتمايل مع صباح فخري العملاق حين يؤدّي هذه الأغنية الجميلة.الخالدة فإذا كان كثيرون يعجبون ويفتتنون بأغنيته المشهورة (يا مال الشام)، التي قد رسّخ فيها الصوت الحلبي النادر الشام لازمة هنا أيضا في حفلاته كلها، ممّا جعل هذه الأغنية واسطة عقد حفلاته كلها ، إلاّ أن أغنية خمرة الحب اسقنيها الرائعة جاءت في وقت متأخر لتشابكها وتمازجها ، وليغنيها صباح فخري في كل مرة بشكل مختلف عما سبقها ، تتلون بلون الحفل والجمهور والمزاج ولقد ظلت وبقيت هذه نظرتي للأغنية ولحنها حتى وقت قريب نوعا ما ، حين كنت أستمع إليها مع صديق عزيز وسمعت منه رأيًا مختلفًا حول أداء وغناء هذه الأغنية ولحنها، وإن لم يخالفني في جمال كلماتها، وأذكره وهو الصديق المخرج المصري مدحت السباعي الرائع ، الذي أخرج كثيرًا من الأفلام الرائعة كذلك ، ومنها فيلما (الستات) المشهور من بطولة محمود ياسين، وفيلم (العميل رقم 13) وهو من بطولة الفنان محمد صبحي، وهذان فيلمان لا أملُّ من مشاهدتهما.. من بين أفلام أخرى عديدة وكثيرة للمخرج الكبير. فقد رأى الأستاذ الرائع مدحت السباعي أن لحن الأغنية هو أقرب هنا إلى لحن أغنية وطنية تثير الحماس، وهي أكثر منها إثارة لمشاعر الحب والوجدان.
مع ذلك فان رأي الصديق مدحت السباعي، رغم ذلك لم يُغيِّر رأيي الخاص بها ، أو درجة تذوقي لأغنية (خمرة الحب) السامية ، أو للحنها المتميّز. فصباح فخري أيضا -رغم تعديه السبعين بسنوات- مازال يُمثل ظاهرة منفردة في الغناء العربي الرائع المعاصر. وهو يعتبر اليوم من الذين حملوا لواء المثابرة والحفاظ على الأغنية العربية التراثية والأصيلة، وتطويرها كذلك ونشرها، وهو المطرب العربي الوحيد الذي قد دخل موسوعة جينس للأرقام القياسية في
عام 1968، وذلك حين استمر يغني من العاشرة ليلاً حتى الساعة الثامنة صباحًا دون توقف أو انقطاع، وذلك في حفل فني أقيم له في العاصمة الفنزولية المشهورة كراكاسو وإن أغاني صباح فخري،
ما زالت الأكثر عندنا انتشارًا في مواقع الإنترنت الرقمي، وهي ما زالت الجسر الأكثر عبورًا هنا بين أجيال المستمعين العرب شيوخًا وشبابًا من الجنسين ، وما زالت تشكّل وسامًا كبيرًا عاليا في عالم الغناء العربي.
