تكافؤ الفرص تعني بالمعنى البسيط التساوي بين جميع أفراد المجتمع في المجالات المختلفة، و من هذه المجالات مجال التعليم و مجالات العمل و غيرها من مجالات الحياة المختلف ، حيث أن مفهوم وتعريف ومعنى تكافؤ الفرص ذو مناحي و أبعاد أكبر لا تقتصر على مجال دون آخر . و تكافؤ الفرص في المجتمع هو أحد الوسائل التي تساعد على تحقيق العدالة الإجتماعية و تقليل الهوة بين كافة أطياف المجتمع . و قد سعت العديد من المنظمات العالمية و منظمات حقوق الإنسان إلى أن تسجل تكافؤ الفرص كأحد الحقوق الأساسية من حقوق الإنسان .
إن وجود تكافؤ الفرص بين أبناء المجتمع الواحد يساعد على تنمية المجتمع و تقوية وتنمية العلاقات بين أفراده ، و يقلل من النزاعات و الخلافات التي تنتج عن الشعور بفقدان الحقوق الشرعية للأفراد و غياب العدالة و المساوة فيما بينهم . إن العمل على توفير فرص متكافئة بين الأفراد يساعد على الإبداع و على إبراز المواهب التي من شأنها أن تدفع المجتمع للأمام و أن تعمل على تقدمه و على تطويره ، فمثلاً عند توفير فرصة عمل لمجموعة من الأشخاص ضمن ظروف عمل متكافئة و دون التميز بين شخص و آخر و من دون المفاضلة بينهم ، فإن ذلك من شأنه أن يدفعهم للعمل بجد و التفكير بنطاق أوسع كي يميز نفسه عن الىخرين و بالتالي فإن ذلك يزيد من إنتاجية العمل و بالتالي يزيد من تقدم المجتمع . و ذلك ينبع من إحساس الإنسان بوجود العدالة و بأن عمله سيتم تقديره بعيداً عن المحسوبية و بعيداً عن المحابة . و نفس الأمر ينطبق على التعليم فعند توفر فرص تعليم متكافئة فإن ذلك يدفع الطالب لتميز و الإبداع في دراسته لأن سيضمن وجود مقاعد دراسية جامعية له يحصل عليها بمجهوده كما بالنسبة لغيره من الطلاب ، لأنه سيشعر أن أحداً لن يأخذ مقعده الدراسية و بالتالي حقه في التعليم العادل بناءً على المحسوبية و بناءً على التمييز بين الأفراد .
إن مصطلح تكافؤ الفرص مصطلح كبير يشمل العديد من المجالات الحياتية المختلفة ، فهو أشمل و أوسع و أكبر ، فهو يشمل النواحي السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية بكافة فروعها ، و هي لا بد من أن تكون نابعة من إرادة الشعوب التي تسعى لتحقيق العدالة الإجتماعية و التي ترغب بأن تنمي نفسها و مجتمعها و بلدها .