النظام السياسي العالمي
تهدف كل دولة من دول العالم إلى تحقيق سياستها وأهدافها وهيمنتها الاقتصادية، وفرضها على الدول الضعيفة، من أجل ذلك قامت بإنشاء (الأمم المتحدة) لهذا الهدف، وهو القيام بنفوذها وسطوتها تجاه الدول الضعيفة تحت غطاءٍ دولي وأممي، فكانت دائماً تسعى إلى نهب ثرواتها، ومحاولة تقسيمها لكي تتمكن من الهيمنة على اقتصادها وثرواتها الطبيعية بكل سهوله.
الأمم المتحدة
هي منظمة دولية عالمية يتكون أعضائها من دول العالم التي تتمتع بالاستقلال أو شبه استقلال، تأسست بتاريخ 24 أكتوبر من سنة 1945م، وكانت فكرة تأسيسها من مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية، وتلت ما سمي قبلها بعصبة الأمم التي تم إلغائها بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وذلك للفشل الذريع الذي نالته هذه المنظمة، عدد أعضائها يبلغ تقريباً 193 دولة، تقبل هذه الدول بميثاق الأمم المتحدة، الذي يُعبر عن الحب للسلام والابتعاد عن الحروب.
مجلس الأمن الدولي
هو أحد الأجهزة التابعة للأمم المتحدة، ومهمته الأساسية الحفاظ على السلام والأمن في كل دول العالم المنضمة إلى الأمم المتحدة، وتم تأسيسه بناءاً على البند السابع من الميثاق الذي تلتزم به الأمم المتحدة. ووفقاً للبند الرابع من الميثاق الذي تلتزم به الأمم المتحدة، فإن لمجلس الأمن سلطة قانونية تلزم الدول الأعضاء بالأمم المتحدة على تطبيق القرارات الصادرة من المجلس، يقع مقره الدائم في مدينة نيويورك الأمريكية، وذلك بعد التنقل الذي كان يمارسه هذا المقر بين عدة عواصم ومدن العالم.
أعضاء مجلس الأمن الدولي
ينقسم أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى دولٍ دائمة العضوية وهم : الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا، أما الأعضاء غير الدائمين فيتم اختيارهم من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة عن طريق الانتخاب، وذلك لمدة سنتين.
يتمتع مجلس الأمن بما يسمى حق النقض (الفيتو)، وحق الفيتو لا يكون إلا للأعضاء الدائمين الذين تحدثنا عنهم، والسبب في امتلاك هذه الدول لحق الفيتو دون غيرها من باقي الدول أنها كانت هي المنتصرة في الحرب العالمية الثانية.
حق الفيتو
هو الحق الذي يسمح للدول دائمة العضوية في مجلس الأمن في أن تُبدي الاعتراض على أي قرار يصدر عن المجلس دون ذكر الأسباب، مما يؤدي إلى تعطيل صدور القرار، ووضع الأمم المتحدة ومجلسها رهن أهواء ومصالح هذه الدول الكبرى، ولكنا لو نظرنا إلى ميثاق الأمم المتحدة فلن نجد كلمة فيتو فيه، ولكن يوجد فيه كلمة اعتراض، هذا الاعتراض الذي تحول على مدار السنوات إلى حق تدمير أي قرار يخرج من مجلس الأمن ويؤدي إلى الإضرار بمصالح الدول الكبرى دائمة العضوية.
وكلمة فيتو ذات أصل لاتيني وتعني الاعتراض، ولكن الدول الكبرى غيرت مفهوم وتعريف ومعنى الاعتراض إلى مفهوم وتعريف ومعنى الإجهاض للمصالح التي تمسها وتمس حلفائها.
الهدف من إنشاء حق الفيتو
كان الهدف الأساسي من إنشاء حق الفيتو في مجلس الأمن هو عدم رغبة الكثير من البلدان القوية في الانضمام إلى منظمة ديمقراطية، تحترم حقوق الإنسان وتحافظ على سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وعدم نهب ثرواتها وانتزاعها.
نظام التصويت في مجلس الأمن
يقوم نظام التصويت في مجلس الأمن على الإجماع، أي بمعنى أن جميع الأعضاء الدائمين يجب أن يوافقوا على القرار، وحتى لو تم الإجماع وهو ما يكون نادراً، فإن أي من تلك الدول بإمكانها استخدام حق الفيتو لتعطيل صدور القرار، وذلك بخلاف النظام الديمقراطي الذي يقوم على الأغلبية التي تعني موافقة أكثر من نصف الأعضاء على القرار حتى يصبح نافذاً.
القرارات التي يتم استخدامها في مجلس الأمن
تنقسم القرارات في مجلس الأمن إلى نوعين وهما:
- قرارات إجرائية: ويكفي إصدارها أن تتوافر تسعة أصوات في مجلس الأمن، وهذه القرارات تعتبر غير مهمة في النظام السياسي العالمي.
- قرارات موضوعية(غير إجرائية): ويجب في هذه القرارات موافقة الأعضاء الدائمين لإصدارها، ويكفي أن تقوم إحدى الدول باستخدام الفيتو لمنع صدورها، وهذه القرارات هي المؤثرة على النظام السياسي العالمي.
تاريخ استخدام حق الفيتو
منذ إنشاء الأمم المتحدة تم استخدام حق الفيتو أكثر من 257 مره، وكان لروسيا (الاتحاد السوفيتي سابقاً) نصيب الأسد، إذ تم استخدامه من 123 مرة، وتأتي الولايات المتحدة الأمريكية في المركز الثاني بواقع 77 مرة، ثم بريطانيا 32 مرة وفرنسا 18 مرة، وأخيراً الصين بأربع مرات.
كان الإتحاد السوفيتي يستخدم حق الفيتو بشكل كبير حتى عام 1985م، بينما بعد انهياره لم تستخدم روسيا هذا الحق سوى أربع مرات، اثنان منهما لعدم إدانة النظام السوري بالتسبب في الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري، بعد قيام الأحداث في سوريا في سنة 2011م، جدير بالذكر أن هذه المرة الأولى في تاريخ الفيتو الذي يتم استخدامه لصالح دولة عربية.
في حين لجأت الولايات المتحدة لاستخدامه 77 مرة، وصل عدد الفيتو الذي استخدم لصالح إسرائيل حوالي 36 مرة، وكان هدفه عرقلة أي قرار يحاول إدانة جرائم إسرائيل المرتكبة ضد الفلسطينيين، أو الحصول على فرصة إقامة دول فلسطينية على الأراضي المحتلة منذ عام 1967م.
النتائج السلبية لحق الفيتو
لحق الفيتو العديد من السلبيات ولعل أبرزها ما يعيشه العالم العربي حالياً، من احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، وقيام الولايات المتحدة الأمريكية بتعطيل صدور أي قرار من قِبل مجلس الأمن في مصلحة قيام دولتين فلسطينية وإسرائيلية، وذلك من خلال الاعتراض على القرارات التي تصب في مصلحة العرب بالفيتو الأمريكي، مما ساعد إسرائيل كثيراً في التمادي بغطرستها وعنصريتها تجاه الفلسطينيين، وعدم القبول بإعطائهم دولة ذات حقوق وسيادة على الأراضي المحتلة منذ عام 1967م.
ومن النتائج السلبية أيضاً لاستخدام الفيتو، الأحداث الحالية في سوريا، والتي قامت روسيا والصين باستخدام حق الفيتو أكثر من ثلاث مرات، لمنع صدور أي قرار من مجلس الأمن يضمن الحفاظ على الدولة السورية وعدم تشريد أبنائها وتدمير ممتلكاتها ونهب ثرواتها، فحق الفيتو كان له بالغ الأثر في استمرار هذه الحرب الطاحنة التي لم تبقي ولم تذر.