لا شك أن من أهم الوسائل و التي تضمن الشفافية في الدول المتحضرة هي الصحافة، فالصحفافة هي مجموعة الوسائل التي يعبر بها الصحفيون عن نبض الشارع و عن وجهات نظرهم المختلفة، حيث أن الصحافة هي مهنة من المهن تقوم على جمع الأخبار من المصادر المختلفة وتحليلها لعرضها على الشعب، و هذه المواضيع قد تكون متنوعة و شاملة لجميع المجالات السياسية و الرياضية و الدينية و الثقافية و ما إلى ذلك من مجالات مختلفة. و الصحفي المتميز هو الأقدر على التحليل، فالخبر مصادره متعددة أما من يستطيع قراءة ما بين السطور و إعادة تحليل الخبر وفق الظروف الحاكمة و المعايير المتبعة فهو الصحفي الذي سينال شهرة و شعبية أكثر، و يجب ان يكون هذا مقترناً مع الأمانة و الصدق، و للأسف الشديد تعاني الصحافة في مناطق كثيرة من العالم من الكذب و الخداع، متبعين بذلك أكثر الطرق ووسائل دناءة لزيادة أرباحهم المالية، فالأرباح المالية أصبحت احسن وأفضل من المبادئ و القيم.
و من المظاهر السيئة أيضاً هي مغازلة الشارع و دغدغة عواطفه، فبكل أسف يسعى الشارع دوماً وراء تعرف ما هو مثير و وراء ما يشبع طموحاته و يتوافق مع أفكاره التي ربما اكل عليها الدهر و شرب، إلا أنه يصر على عدم سماع أي شئ سوى ما يرضيه و استغلت الصحافة هذه الفرصة، فتجدها تغازل الشارع متناسية دورها في إعادة تشكيل الوعي و الحالة الثقافية لدى العامة من الناس، فالخبر الصادق إن كان متوافقاً او غير متوافق مع ما أفكار الناس يجب أن ينشر، و الخبر الصادق أيضاً إن كان ضد الحكومة أو معها يجب ايضاً ان ينشر.
حريّة الصحافة هي الضامن الأساسي المقدم من الحكومة للصحافة حتى تضمن هذه الصحافة حرية التعبير، و هي حرية مصونة من قبل دستور الدول و محمية، و ذلك لأنها تكشف المستور فهي السلطة الرابعة في الدولة، تضع يدها على مواطن الضعف و الخلل وتبرز الجوانب الإيجابية، ويجب أن تكون كالمرآة سواء للحكومة ام للشعب، تشمل حرية الصحافة المؤسسات الإعلامية والصحفية وما إلى ذلك كما أنها حرية مقوننه أي أن هناك قانوناً في الدول يسمى بقانون حرية الصافة يضمن لأية مؤسسة إعلامية أو صحفية حقها في التعبير عن رأيها. فالدولة يجب ان لا تعيق العمل الصحفي فيها، بل يجب عليها أن تشجعه وترفده وتعمل على ضمان جودة عمله باحسن وأفضل صورة.