العقل هو شخصية الإنسان وطريقة تفكيره ودرجة ذكاءه وطريقة تحليله للأمور ومواجهته للصعاب ...الخ ، ويستخدم مصطلح ( العقل ) لوصف وظيفة الدماغ البشري ، وبرغم امتلاك بعض الحيوانات للعقل ، إلا أن هذا المصطلح دوما ما يطلق على العقل البشري ، ويطلق في أحيان أخرى على قوى خارقة لا علاقة للبشر بها تأتي من ما وراء الطبيعة .
تعود النظريات المتعلقة بالعقل إلى عصر افلاطون وتلميذه أرسطو ، حيث وضعوا بعض نظريات في ماهيته وطريقة عمله ، ووجدت النظريات ما قبل العلمية جذورها في التفكير الديني واللاهوت ، لترتكز في تفسيرها على العلاقة ما بين الروح والعقل ، اما حديثاً فإن التفسيرات العلمية التي تتعلق في ماهية العقل بحيث تعتبره هذه التفسيرات ظاهرة تتعلق بعلم النفس ، ليأتي العقل مرادفاً لمصطلح ( الوعي ) ، ويرى البعض بأن وظائف العقل تقتصر على الذاكرة والتفكير ، أما ما يتعلق بالوظائف الأخرى كالفرح والحب والكره لا علاقة للعقل بها . أما البعض الآخر فيرفض هذه الفكرة رفضاً قاطعاً بحيث يرون بأن الجوانب العاطفيه والعقلانية لا يمكن فصلها بسهولة ، وهي أساس الشخصية الإنسانيّة ، ومن هنا يجب التعامل معها كوحدةٍ واحدة .
وفي اللغة العربية سمي العقل عقلاً لأنه يمنع الهلكة للإنسان ، والعقل مشتق من المعقل ، أي الملجأ ، وكأنه الملجأ للإنسان في جميع أحواله ، والعقل إصطلاحاً هو الغريزة المطلقة التي خص بها الله الإنسان عن سائر مخلوقاته ، وأيضاً هو المعرفة الفطرية للعلوم الضرورية ، كالعلم بأن الكل أكبر من الجزء ، وبأن لكل فعلٍ فاعل ، ويطلق العقل على الإدراك للمعارف النظريه ، وطرق ووسائل الإستفادة من التجارب الحسية ، من هنا أطلق العلم على العقل ، بحيث أن فاقد العقل يسمى بأحمق أو جاهلاً للأمور ، ويطلق العقل على العمل بمقتضى العلم ، أي ( الإدراك والبصيرة ) ، أي العقل الغريزي ، وعقلٌ كسبي مستفاد ، الغريزي يلقب بأبو العلم ، والمكتسب يلفب بالثمرة أو الإبن ، وتواجدهما سويةً في الإنسان تحميه ، وتصلح أمره لتشده نحو النجاح والصلاح ، والعقل شرط لنهل العلوم والتبحر بها ، ويأتي النجاح في هذا الأمر ليدل على قوة ورجاحة العقل .
أما عن الحجم الفعلي للعقل البشري مقارنةً مع الحيوانات فإن الفارق كبيراً جداً ، حيث يصل حجم الدماغ أو عقل الإنسان إلى 1300 سم مكعب .