عصبة الأمم
تأسست منظمة عصبة الأمم بناء على طلب من الرئيس ويلسون خلال مؤتمر باريس للسلام، والذي انعقد بهدف تحقيق السلام في العالم بعد الدمار الذي حل به نتيجةً للحرب العالمية الأولى، أما مصادقة العالم على تأسيس العصبة فتم في معاهدة فيرساي في يونيو من عام 1919 م، بعد أن تم النص عليها بكونها البند الأول والأهم للمعاهدة، حيث تأسست المنظمة بهدف الحفاظ على السلام العالمي وتجنّب قيام الحروب والنزاعات التي تسبّبت في دمار عدّة دول من العالم، وذلك من خلال اتخاذ مختلف الإجراءات والتدابير اللازمة لحل النزاعات والمشاكل وعيوب القائمة بينها، والتي انضم لها 44 دولة منها 31 دولة من الدول اللواتي شاركن بالحرب العالمية الأولى، إلا أنّ الولايات المتحدة الأمريكية رفضت الانضمام إلى العصبة، كما رفضت فكرة تشكيلها، وذلك لاعتبارها أن الهدف الرئيسي من تأسيس العصبة سيطرة الدول الأوربية الكبرى على غنائم الحرب العالمية الأولى.
أهداف عصبة الأمم
اشتمل عمل عصبة الأمم على تحقيق عدد من الأهداف الواضحة، والتي تهدف بدورها إلى تحقيق السلام وتجنب قيام الحروب، والتي يمكن شملها في التالي:
- تحقيق الأمان المشترك بين مختلف البلاد.
- محاربة انتشار الأسلحة، والمتاجرة بها ووقوعها تحت سيطرة الأيدي التي قد تسيء استخدامها.
- فرض التحكيم الدولي على البلاد المتنازعة، وذلك من خلال اللجوء إلى أسلوب المفاوضة والحوار لحل المشكلات القائمة فيما بينها.
- دراسة أوضاع العمال في مختلف بلاد العالم، ومساعدتهم في الحصول على حقوقهم، وتحسين ظروف العمل التي يخضعون لها.
- محاربة ظواهر الرق وتجارة المخدرات.
- التوعية بضرورة نشر الصحة العالمية، وتوفير كل دولة الرعاية الصحية لجميع ساكنيها بعيداً عن اهتماماتها السياسية.
- متابعة حقوق أسرى الحروب والأقليات العرقية في مختلف الدول الأوروبية.
- تحقيق معاملة متساوية لسكان الدول الخاضعة للانتداب والاستعمار مع سكانها من المستعمرين والمنتدبين.
حل عصبة الأمم المتحدة
مع تدهور الأحوال في الدول الأوروبية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وظهور مجموعة جديدة من الدول الكبرى، تم اتفاق الدول المشاركة في عصبة الأمم على حلها نهائياً، وتأسيس منظمة الأمم المتحدة مكانها والتي تقوم على تحقيق نفس الأهداف بالمحافظة على السلام العالمي والتحكيم الدولي، والتي منحت أيضاً الفرصة للدول الكبرى على تحقيق مصالحها الحيوية تحت مظلة آمنة، بسبب حق الفيتو التي تمتلكه، والذي عمل على تقييد حرية الأمم المتحدة في اتخاذ الإجراءات الحاسمة في الكثير من الأوضاع، وعلى الرغم من ذلك التقييد إلا أنّ الأمم المتحدة تميزت بقدرتها على تحقيق النجاح في أعمالها أكثر من عصبة الأمم، خاصّةً من خلال مهمّات الحفاظ على السلام، والعقوبات الاقتصادية التي تقرها على بعض الدول.