الجاذبية هي ظاهرة طبيعية بحيث تقوم الأجسام المادية جميعها بجذب بعضها البعض، وهي الظاهرة المسؤولة أيضاً عن إعطاء الأجسام ما يعرف بالوزن والذي يختلف عن الكتلة، فعلى كوكب الأرض على سبيل المثال يكون الزن هو مقدار جذب الأرض للجسم ويعبر عنه بوحدة نيوتن أمّا الكتلة فهي مقدار ما يحويه الجسم من مادة وهو أحد خصائص المادة الثلاث وتقاس بوحدة الجرام، ومع أنّ الوزن يختلف باختلاف الجسم المنسوب إليه تبقى الكتلة ثابتة أينما كان هذا الجسم، فوزن جسم ما على سبيل المثال على كوكب الأرض يختلف عن وزنه على القمر بينما تبقى الكتلة ثابتة في هذين المكانين واي مكانٍ آخر يوضع فيه الجسم.
وقد اكتشف العالم الانجليزي إسحاق نيوتن الجاذبية وهو ما أسماه بقانون الجذب العام وينص هذا القانون على أنّه:" توجد قوة تجاذب بين أي جسمين في الكون، تتناسب طرديًا مع حاصل ضرب كتلتيهما، وعكسيًا مع مربع المسافة بينهم"، وقد سميت الوحدة التي تقاس بها هذه القوة بنيوتن تكريماً له، ويعتبر هذا القانون تقريباً دقيقاً لمقدار الجاذبية في معظم الأحيان وهو أحد القوانين التي قامت بنقلة فريدة من نوعها في قوانين الميكانيكا الكلاسيكية.
أمّا لوصف الجاذبية بوصف أكثر دقة فيتم استخدام نظرية النسبية العامة لآينشتاين والتي وضعها في أوائل القرن العشرين والتي تستخدم لوصف الجاذبية في علوم الفيزياء الحديثة، فقد استخدم آينشتاين خاصية الزمان والمكان أو ما يعرف بالزمكان وانحنائه.
ومن أهم المفاهيم التي يتم فيها استخدام الجاذبية هو الجاذبية الأرضية والتي تستخدم لحساب مقدار قوة جذب الأرض للأجسام التي عليها، وتمثّل بتسارع الجاذبية الأرضية والتي تساوي 9.81 م/ث2 ، وتستخدم في حساب سرعة سقوط الأجسام على سطح الأرض وسرعة المقذوفات وغيرها وهي أكبر من جاذبية القمر وأقل من جاذبية الشمس.
كما أنّ جميع الأجسام الموجودة في الكون تقوم بجذب بعضها بعضاً وهو ما يؤدي إلى تكون المجرات والمدارات في الكون، فالشمس على سبيل المثال تقوم بجذب الكواكب التي تدور حولها والتي تقوم بجذب الأقمار أكانت صناعية أو طبيعية، كما أن الشمس تدور حول أجسام أخرى بفعل قوة الجاذبية وهكذا.
وأحد الظواهر الموجودة في الكون والتي تعرف بقوة جاذبيتها الكبيرة والتي تصل إلى حدٍّ تقوم به بجذب الأشعة الضوئية التي تسير بالفضاء فتحرفها هو الثقب الأسود المتكون نتيجة القوة العكسية التي تنشأ من إنفجار النجوم فهي مرحلة متقدمة من عمر النجم تحدث بعد موته وانفجاره فينضغط هذا النجم نتيجة لهذه القوة مشكلاً كتلة كبيرة ذات حجم صغير وكثافة عالية جداً تؤدي إلى قوة جاذبية كبيرة تذب جميع الأجسام الموجودة حولها حتى الضوء.