عندما يقوم شخص بقراءة كلام من لغة غير لغته، تصادفه أحياناً كلمات وعبارات يجهل معانيها، و أحياناً تصادفه كلمات وعبارات لا يعرف معانيها حتى لو كان يقرأ كلاماً مكتوباً بلغته الأم.
لقد عمد كل قوم منذ قديم الزمان على تدوين كلمات وعبارات لغتهم في كتب و توضيح معانيها، و سميت تلك التدوينات بالقواميس.
القاموس لغة معناه البحر العظيم أو المحيط المترامي الأطراف، و إنّما سمّي الكتاب الذي يجمع شتات مفردات اللّغة قاموساً لعظم حجمه، فهو هائل الحجم كالبحر العظيم، و محيط بكل مفردات اللّغة المعروفة الثابت تداولها بين النّاس.
و هناك نوعان أساسيان من القواميس: نوع يضع مفردة اللغة و يضع معناها بنفس اللغة التي وضع بها، و قد سمي هذا القاموس عند العرب ( المعجم ) ، لأنّه يفك عجمة الكلمة، فالعجمة معناها عدم الوضوح، فمثلاً إذا أردت أنّ تعرف معنى كلمة (خشوع) في القاموس أو المعجم تجد معناها الخضوع أو الإستسلام، و قد يكون للكلمة أكثر من معنى في القاموس، و يتحدّد معناها في الجملة بحسب سياق الجملة التي إستعملت فيها.
و النّوع الثاني من القواميس هو ما يترجم معنى كلمة من لغة إلى لغة أخرى فإذا قرأت كلمة باللغة الإنجليزية و لم تعرف معناها يمكنك البحث في قاموس ( إنجليزي-عربي ) عن المعنى ، أمّا إذا كان العكس أي أنّك تريد أن تترجم كلمة عربية للإنجليزية فإنّك تستخدم قاموس ( عربي-إنجليزي).
قديماً كانت القواميس ورقية و اليوم أصبح هناك قواميس إلكترونية، و القواميس في توسع مستمر نتيجة إختلاط الثقافات بين الشعوب فتنضم كلمات وعبارات جديدة لكل لغة تضيفها تباعاً لقواميسها.
يكون القاموس مرتباً حسب التسلسل الهجائي للحروف فتجد مثلاً كلمة ( بحر ) قبل كلمة ( جبل ) لأنّ حرف الباء يأتي قبل حرف الجيم في التسلسل الهجائي للحروف، و إذا إشتركت كلمتان في الحرف الأوّل ينظر إلى أسبقية تسلسل الحرف الثاني ثم الثالث و هكذا، فنجد كلمة ( سبيل ) قبل كلمة ( سفينة ) و كلمة ( أشعث ) قبل كلمة ( أشعل ) و هكذا.