التصوٌّف أو الصّوفيّة هي حركة دينية اسلامية انتشرت في القرن الثالث الهجري في العراق ثم انتشرت الى بلاد فارس و مصر و المغرب العربي ثم الى جميع الدول الاسلامية ، تدعو هذه الحركة الى الزهد و العبادة و الحب الإلهي لله تعالى و إخراج الدنيا من القلب و النفس .
و هناك مفاهيم خاصة بالصّوفيّة لا بد من ذكرها :
الطّريقة الصّوفيّة: و هي المنهج الذي يتخذه أحد العارفين بالله في التزكية و الأوراد اليومية و الأذكار للوصول إلى الله فتُنسب إليه هذه الطريقة مثل الطريقة التيجانية و القادريّة و الرفاعيّة... الخ .
المُريد: هو المتعلًم على الطريقة الصّوفيّة على يد الشيخ المعلّم له.
رأي العلماء في الصوفية :
تحدث الامام أبوحامد الغزالي رحمه الله تعالى في كتابه "المنقذ من الضلال" عن الصّوفيّة وعن سلوكهم وطريقتهم الحقّة الموصلة إلى الله تعالى فيقول:
(ولقد علمت يقيناً أنّ الصّوفيّة هم السالكون لطريق الله تعالى خاصّةَ وأن سيرتهم أحسن السّيرة وطريقتهم أصوب الطّرق وأخلاقهم أزكى الأخلاق...ثم يقول رداً على من أنكر على الصّوفيّة وتهجّم عليهم: وبالجملة فماذا يقول القائلون في طريقة طهارتها- وهي أول شروطها- تطهير القلب بالكليّة عما سوى الله تعالى، ومفتاحها الجاري منها مجرى التحريم من الصّلاة استغراق القلب بالكلّية بذكر الله، وآخرها الفناء بالكلّية في الله)
و من العلماء المعاصرين الشّيخ الشعراوي تحدّث عن الصّوفيّة :
( الصّوفيّ هو الذي يتقرّب إلى الله، بفروض الله، ثم يزيدها بسنّة الرّسول عليه الصلاة والسلام من جنس ما فرض الله وأن يكون عنده صفاء في استقبال أقضية العبادة فيكون صافياً لله، والصفا هو كونك تصافي الله . )
الصّوفيّة طرق ووسائل عدة و كل تمتاز عن الأخرى بالأذكار و العبادات و المعتقدات ، و الصّوفيّة في الوقت الحاضر دخلت فيها عبادات و ابتداعات كثيرة لم تكن معروفة عند نشأة التصوّف الأصلي ، فمنهم من يعظّم الأولياء و يعظّم شيوخهم ، و منهم من يستخدم الرقص و السماع الصّوفي و الانشاد في التقرب من الله ، و منهم من يجتمع في حلقات ( كما نشاهد في بعض المساجد عند شيوخ الصّوفيّة ) ليبدأو الذّكر و الأوراد بصوت منخفض ثم يرتفع الصّوت ثم يقومون بأداء حركات و رقصات حتى يغشى على بعضهم ! .
و هاجم بعض العلماء المسلمين التصوّف عند البعض ، لما أحدثوه من بدع و ضلالات لا تمُتُّ للتصّوف الحقّ بصلة ، منها التوسل بالأولياء و زيارة قبورهم و طلب الشفاعة منهم و الطواف بقبور الأولياء راجين الشفاعة منهم .