مفهوم وتعريف ومعنى الجهاد
قد ذكر الجهاد في القرآن الكريم وقد وصفه الله تعالى "الجهاد في سبيل الله" : هي جميع الأفعال أو الأقوال التي يتم فيها نشر الإسلام ، أو الدفاع عن أعراض المسلمين بصدّ العدو ، أو لمساعدة شعب آخر مظلوم ورفع الظلم عنهم ، وهي من أعظم المنازل التي خصّصها الله تعالى للمجهادين في سبيله أنّ لهم الفردوس الأعلى في الجنة .
أنواع الجهاد
الجهاد أنواع وهي كثيرة ولكن يتفرّع منه فرعين رئيسيّين وهما :
- الجهاد الفرض : وهو الذي فرض على كل مسلم كجهاد النفس ووسوسة الشيطان .
- الجهاد الكفاية : وهي التي تكون فيها كفاية من المسلمين المقتدرين والمكلّفين : والتي يكون بجهاد المنافقين والأعداء والظلم .
وقد عرف الجهاد بأربع أنواع وهي : جهاد النفس ، وجهاد الشيطان ، وجهاد الكفار ، وجهاد المنافقين .
طريقة الجهاد
الأمور تتغيّر بتغيّر الحياة و طريقة العيش ، فعندما نقول الجهاد في أيّام الصحابة يختلف حالياً في الوقت الحالي ولكن الهدف واحد وهو في سبيل الله ، ومبدأ الجهاد لا يتغيّر مهما تغيّرت الحياة ، فعندما يجد الإنسان الظلم والقهر في بلد معيّن مسلم قد فيفرض الجهاد في سبيل الله تعالى على جميع الدول الإسلامية الأخرى ، فالدين الإسلامي ليس دين قهر كما يعتقد البعض أو دين يميّز بين شخص وآخر ، ولكنّه دين لا يقبل بالظلم على دولة ضعيفة ولا يقبل أن تنتهك حرماته ويغتصب نسائه ويتم الإعتداء على الشيوخ والكبار ، فالدين الإسلامي دين ينصر الضعيف ويحمي المرأة ويوقّر الكبير ويحافظ على الصغير ، ويكون الجهاد في هذه الحالة هي خروج المسلمين لمحاربة العدو ويكون ذلك باتباع أولياء الأمور الذين لهم شرف الحكم وليس مجرّد حاكم يحكم فيها بلاد مسملة تتّبع مبدأ في حياتها ، فالحاكم هو أساس صلاح أي بلد كانت والشعب هو المسؤول عن طبيعة حكم الحاكم ، فالبلاد الذين ولدوا فيها أحرار لا يقبلون الذل والخضوع وعندهم شرف لا يقبلوا فيها لو كلّفهم حياتهم ، فالمسلمين منذ أيام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم كانوا أحراراً لا يقبلون بالإهانة أو الذل ، وكيف يكونوا أذلال وهم قد تعلّقوا بالله وحده !! .
كل شخص مسلم موجود في مكان معيّن فيجب أن يكون مجاهد ، فمثلاً الشخص الذي يتعلّم ويدرس فقط لكي ينفع بلده وينفع المسلمين من علمهِ فهو مجاهد في سبيل الله وأجره على الله ، فمع تغيّر الحياة التي نعيشها والعصر المتطوّر الذي نعيشه كل شخص بإمكانه أن يكون مجاهد في عمله وتعامله والأمر بالمعروف والإنهاء عن المنكر كل هذه تؤدّي الى الجهاد في سبيله ، فما الاجمل وافضل الإسلام إن كان فيها كل شخص يجاهد من مكان عمله ومن بيته ومن العلاقات بين الناس ، فوالله لو كنّا نجاهد لكي نحسّن من بلادنا المسلمة ونرفع راية الإسلام وكل شخص يحاول أن يعطي كل ما لديه لما أصبحنا في قاع الأمم ، فالتغيير جميل ينطلق من باب التربية وتعليم الأطفال الأسس الإسلامية الصحيحة والتي هذه المبادئ التي بني الإسلام عليها لا يمكن هدمها ، فالعالم الإسلامي بحاجة الى هذه المبادئ مثل مبدأ الجهاد في سبيل الله تعالى بدلا من التطرّق الى مواضيع صغيرة في الإسلام مثل طريقة دخول الحمام ، فيجب أن تكبر العقول وتتعالى عن هذه الأمور وتتطرّق الى تعرف ما هو أكبر .
يجب أن يكون المسلم مجاهد بأخلاقه وقيمه ومبادئه التي تعلّمها من القرآن والسنة ، فالشخص الذي يدرس في الخارج ممكن أن يهدي على يده أناس كثيرين ليس بأن يعرفوا دين الإسلام أو يقرأوا عنه ، بل أن يروا الإسلام في أخلاقه وتعامله وطريقة عيشه ، فهو من اجمل وافضل الجهادات التي يمكن أن يجد فيها المسلم طريق الحق .
يجب أن يكون الجهاد بالطريقة السليمة الصحيحة ، أي بمعنى لا يكون الجهاد كما نراه الآن مسلمين يتقاتلون فيما بينهم ، فالأمر ليس متعلّق على مذهب ، فلو رأينا كانوا الشيعة موجودين قبل ألف سنة وكانوا أيضاً السنة قبل ألف سنة ولم نسمع شجار إندلع فيما بينهم والتاريخ أكبر دليل ، والآن يتقاتلون فيما بينهم على أمور إختلاف في المعتقدات ، فالأمر أصبح كله عباره عن فتنه أدرجوها بين المسلمين لتندلع بينهم الحرب وعدم الإستقرار ، فكلّنا نتّبع ديانة لا غله إلا الله ، فالجهاد هنا ليس جهاد وإنّما بني على هدم الإسلام والتفريق فيما بينهم ، والجهاد الحقيقي يكون بمحاربة من وضع هذه الأفكار في أمة المسلمين , ويكون الجهاد بمحاربة اليهود في فلسطين فهذا هو الجهاد .