إن سجود الشكر هو سجود يقوم به العبد إذا تجددت له نعمة تسرّه أو صرفت عنه نقمة، فعن أبي بكرة أنّ النبيّ - صلّ الله عليه وسلّم - كان إذا أتاه أمر يسرّه أو بشّر به خرّ ساجداً شكراً لله تعالى .
لقد فرض الله علينا الصّلاة بأوقاتها، وهي ما تعوّد عليه البعض، فمن النّاس من يؤديها خوفاً من عقاب الله جلّ وعلا ، ومنهم من يقيمها من أجل إحساسه بقربه إليه سبحانه وحتّى يحسن لقاءه مع ربّه. فمن يشعر بحلاوة التّقرب والقرب أكثر من الخوف يحبّ حلاوة الصّلاة ، فما اجمل وافضل أن يصلّي العبد ويعلم أن الله يراه ويتحدّث إليه ويكلّمه ، ويعلم أنّ أكثر العبد قرباً عند السّجود فيناجي الله بما يسرّه ، فلا يعلم أحد ما بين العبد وربّه. فيشعر بعظمة خالقه ، وقربه ومناجاته، يا لها من لحظات يتمنّى فيها العبد لو أنّ الزّمن لا يتحرّك لشدّة خشوعة ، فيسكن قلبه المليء بالحب راجياً من الله عفوه ، ومغفرته، وقبول دعائه ، هذا شعور المسلم عند ما يسجد للصّلاة ، فماذا لو كان هذا السّجود لأجل نعمةٍ أعطاها إليك أيّها العبد الفقير إلى الله، أو منع عنك سوءاً تخافه .
أخي المسلم : إحرص على بناء علاقة قوية بينك وبين الله وأتقن صلاتك ، وسجودك ، حتّى لا تنسى الله عند فرحك ، وإعطائك نعمة لم تحلم بها ، أو أبعد عنك شرّاً تخافه ، فهو المنعم ، والمعطي ، والقادر ، والرّازق ، وهو صاحب الفضل عليك.
أمّا أداء سجود الشكر فيكون بالسجود كالذي يكون في الصلاة، بأن تسجد على الأرض على ركبتيك، وتكون بسجدة واحدة فقط، كما ولا يشترط عليك ان تكون على وضوء ، أو طهارة ، ثياب ، أو مكان ، فما عليك سوى أن تسجد وتحمد الله سبحانه وتعالى على عطاياه، فلا تنسى أيّها الفقير إلى الله أنّ الله أنعم عليك نعماً كثيرة ، لم تقم بحقّ شكرها ، فعليك بسؤال الله أن يتجاوز عنك ويرحم ضعفك وقلّة شكرك له . اللهم اجعلنا وإيّاكم من الحامدين الشّاكرين ، ويعفو عنّا لقلّة شكرنا ، وأن يجعلنا من القليلين ، الذي قال عنهم سبحانه وتعالى :- (( وقليل من عبادي الشّكور )) ويقول تعالى: (( ولئن شكرتم لأزيدنّكم))؛ فاللهم إنّا نحمدك ونشكرك حمداً يليق بجلالك .