خلق الله عزّ وجل على هذه الأرض الملايين من الكائنات الحيّة التي تتخذ من الأماكن والبيئات الموجودة على سطح الأرض مواطناً لها، ومن هذه المواطن البحار والمحيطات؛ إذ إنّ هنالك الكثير من الكائنات الحيّة البحرية التي تستوطن البحار والمحيطات، وذلك للخصائص التي تتوفّر في مياهها كالركود، ووجود الأملاح والعناصر الضرورية فيها، كما أنّها تحتوي على غازات مذابة أهمّها غاز الأكسجين الضروري لتنفّس تلك الكائنات، ومن أبرز الكائنات البحرية المعروفة حول العالم هي الأسماك.
الأسماك
هي إحدى أنواع الكائنات الحية البحرية، وهي من الفقاريات؛ بحيث تحتوي على عمود فقري، وفيها الكثير من الصفات التي جعلتها تتأقلم للعيش في مياه البحار والمحيطات، كشكلها الانسيابي الّذي يجعلها تتحرّك بسلاسة في المياه، واحتوائها على الخياشيم التي تعمل على امتصاص الأكسجين المذاب في المياه، كما أنّها تحتوي على زعانف لتساعدها على الحركة السريعة. والأسماك متعدّدة وذات أنواع هائلة، وتتفاوت في أحجامها؛ فمنها تعرف ما هو صغير جداً وبالكاد يمكن رؤيته، ومنها تعرف ما هو ضخم جداً، وتشكّل الأسماك مصدراً غذائياً مهماً للإنسان؛ وذلك لاحتوائها على الكثير من القيم الغذائية، كالعناصر والفيتامينات والأملاح المعدنيّة الضرورية للجسم، وللحصول على الأسماك يتم اصطيادها من البحار والمحيطات.
صيد الأسماك
صيد الأسماك معروف لدى الإنسان منذ العصر الحجري القديم؛ بحيث كان يعتمد عليها كمصدر للغذاء، أمّا الآن فصيد الأسماك يتمّ للترويح عن النفس، أو يكون هوايةً لدى بعض الأشخاص، لكن أهم سبب يدفع الإنسان لاصطياد الأسماك هو اعتمادها كمصدر للغذاء، إلّا أن صيد الأسماك ليس بالأمر السهل بل هو بحاجة إلى الخبرة والأدوات والوسائل المناسبة لذلك.
ولصيد السمك لا بد من اختيار الطُعم المناسب؛ فالطُعم هو أهم العناصر في عمليّة صيد الأسماك، لأنها تعمل على جذبها نحو الفخ الذي نصب لها للوقوع فيه، ولكل نوع من الأسماك طعماً خاصاً به يعمل على جذبه دون سواه؛ بحيث إنّ هنالك طعماً طبيعياً كالديدان، وقطع الخبز، أو أي مادة عضوية، وطعماً اصطناعياً مثل الحديد والشعر والنحاس، كما أنّ اختيار المكان المناسب لاصطياد الأسماك أمر هام جداً، فهنا يجب تجنّب الأماكن التي تتواجد فيها الأسماك كالبحر الميت، والأماكن التي لحقها التلوث إمّا بالبترول أو بغيره من الملوثات.
طرق ووسائل صيد السمك
تعدّ الطرق ووسائل المتبعة في صيد الأسماك مختلفةً ومتنوّعة، ومن أبرزها:
- يمكن صيد الأسماك في الأماكن الضحلة باستخدام كف اليد؛ ففي المياه الضحلة تتواجد الأسماك بالقرب من السطح، وبالتالي يمكن مشاهدتها بالعين ويمكن التقاطها باليد.
- استخدام السنارات بأنواعها المختلفة، فمنها تعرف ما هو مصنوع من عصيّ بسيطة من الخيزران، أو السنارات ذات القصبات، أو السنارات المصنوعة من الألمنيوم أو أي معدن آخر، وهنالك السنارات ذات البكرات، فيتمّ ربط الطعم بخيط السنارة، ومن ثمّ رميه في البحر ليتم التقاطه من قبل الأسماك، ومن ثمّ تعلق بحلق السمكة فيتم اصطيادها.
- هنالك بعض السفن الضخمة المخصّصة لصيد الأسماك على أعماق مختلفة.
- أجهزة السونار المتطوّرة التي تعمل على الكشف عن مواقع الأسماك بدقّة وكمياتها، ومن ثمّ يتم الإمساك بالسمك من خلال شبكة صيد كبيرة.