بيّن الله تعالى في كتابه الكريم فضيلة العلم و العلماء ، حيث قال سبحانه (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) ، فالعالم احسن وأفضل عند الله من الجاهل ، لأنّ العلم ينوّر بصيرة المؤمن و يوسّع مداركه فيصبح قادراً أكثر من غيره على معرفة طريق ربّه و منهجه في الحياة ، كما يساهم العالم بعلمه في تنوير عقول النّاس و تبصرتهم بمنهاج حياتهم و إرشادهم إلى الطريق المستقيم بفضل الله عز وجل ، فالعالم هو جنديٌّ من جنود الله يسخّر علمه في سبيل الله لهداية النّاس و تعليمهم و تربيتهم ، كما أنّ العلماء هم ورثة الأنبياء ، و هم أكثر خشيةً من الله سبحانه و تعالى من غيرهم ، قال تعالى ( إنّما يخشى الله من عباده العلماء ) ، و هذه الخشية تأتي من العلم الذي يملكه العالم ، فيوسع مداركه به ، و يفتح آفاقاً رحبةً أمام عقله و تفكيره فيعرف خالقه أكثر من غيره حين يتبيّن أسراره و آياته في الكون و الآفاق ، قال تعالى ( سنريهم آياتنا في الآفاق و في أنفسهم حتى يتبين لهم أنّه الحق ) ، و لا شكّ بأنّ العالم سائرٌ دائماً بجهده و تعبه و تفكيره أكثر من غيره لسبر أسرار الكون و آياته التي تدلّ على الخالق سبحانه و عظمته ، و في الحديث الشّريف بيان أنّ من سلك طريقاً يبتغي فيه علماً ، سهّل الله تعالى له به طريقاً إلى الجنّة ، ففضل العلم كبيرٌ ، و ما يتساءل عنه الكثير من طلاب العلم كيفيّة تحصيله ، فتعرف على ما هى الطرق ووسائل الأنسب لتحصيل العلم ؟ .
لا ريب بأنّ العلم هو هدفٌ و غايةٌ و وسيلةٌ ، فغاية طلاّب العلم الوصول إلى درجةٍ علميّةٍ تمكنّهم من الصّعود في مراتب العلم و العمل ، و العلم هو وسيلةٌ لتعليم النّاس و تربيتهم ، فينبغي ابتداءً على طالب العلم تحصيل العلم من مظانّه ، فطالب العلم الشّرعي يأخذ علمه من علماء الشّريعة و العقيدة ، و طالب العلم الدّنيوي كالفيزياء و العلوم المختلفة يحصّله من المختصّين به ، و ينبغي على طالب العلم أن يتحلّى بإرادةٍ صلبةٍ و همّةٍ عاليةٍ لا تفتر لأنّ تحصيل العلم لا يعرفه سوى الكسالى الذي لا يلقون بالاً للوقت و الحياة .